يجرى هذه الأيام مناقشة تقرير فريق العدالة الانتقالية فيما يخص جبر الضرر في المناطق التي طالها الصراع المسلح في كل مناطق اليمن بما فيها المناطق الوسطى, الغريب هنا والتي أردنا التعقيب عليه هو تهميش محافظة "ريمه" كونها كانت إحدى محطات تلك الصراعات التي راح ضحيتها خيرة أبناء ريمه سواء ممن كانوا منخرطين في الجيش أو الذين كانوا في المقاومة الشعبية وكانوا يدعمون ويقفون ويقاتلون من اجل إرساء قواعد النظام الجمهوري والقانون,
وقد لحقت حينها بأبناء ريمه أضرار كبيرة تتمثل في تدمير مساكنهم ومزارعهم وسقط الكثير من الشهداء والجرحى وتشريد المئات ونهب ممتلكاتهم دون أن تلمسهم أي تعويضات لهذه المناطق التي كانت أولى مسرحيات النظام السابق في الحروب ضد المخربين كما قيل آن ذاك؛ لكن الآن وما لاحظناه من خلال تقديم الفريق توصياته اختفاء محافظة ريمه من قائمة هذه المناطق المتضررة والتي كان للمحافظة نصيب الأسد من التشريد والدمار لكن اليوم والذي اتجهت القيادة السياسية لجبر الضرر وتعويض المتضررين لكل مناطق اليمن شماله وجنوبه تمهيداً للمصالحة العامة لم نسمع شيئاً عن أبناء ريمه, والذي لاقى استياءً واسعاً بأوساط أبناء المحافظة ويتساءل العديد لماذا لم يتم إدراجهم ضمن هذه التوصيات كون هذا الاستحقاق لا يغفل عليه احد وهل هذا استهتار بالدماء التي سالت أم أن هناك شيءً آخر لا يعلمه إلا من جبروا الضرر ؟(جبرهم )ان الكل يعلم بأن محافظة ريمه من ضمن المناطق التي واجهت ظلم السلطات وقد أهملت في التعويض, ونتساءل هل التقصير ناتج عن أبناء هذه المحافظة في التصعيد للمطالبة بالحقوق أم انه تعمد مع سبق الإصرار في تهميش المحافظة, أسئلة تبحث عن إجابة والجواب نتركه للمتحاورين الذين ساغوا العدالة المتساوية والحكم الرشيد .
سبق وأن ناشدنا من خلال مقالات سابقة حكومة الوفاق ورئيس الجمهورية والمتحاورين أيضاً برفع الضيم عن هذه المحافظة المنكوبة وبيّنا من خلالها ما تعانيه من تهميش لأبنائها في شتى المجالات, فيها صنع القرار السياسي وكأن ريمه خارج إطار الجمهورية اليمنية في أجندة مؤتمر الحوار الوطني حيث أن هذه التوصيات ركزت في مضمونها على بعض المناطق التي لم تكن مشاركة لا في العير ولا في النفير في ذلك الحين من الصراع المسلح في المناطق الوسطى .
نتمنى من مؤتمر الحوار أن يتفادى ذلك في توصياته القادمة فيما يخص المناطق المتضررة من ذلك الصراع الدامي الأليم, الغريب أننا اليوم تفاجأنا عندما نرى أن هناك من أبناء المحافظة مشاركين في الحوار ولكن لا نرى منهم أي موقف يشرف مواطنيهم مع أنهم قياديين فيها؛ لكن فيما أظن أو يبدو هكذا أن شئون المحافظة وأبناءها لا تهمهم بقدر ما تهمهم مصالحهم وكأنهم عائشون في كوكب آخر غير مدركين بأن ريمه تفتقر إلى ابسط مقومات الحياة كالطرقات والمياه والكهرباء والتعليم والصحة وما شابهها من البنية التحتية ..انعدام كلي لهذه الخدمات ونحن في القرن الواحد والعشرين.
ما نطالب به فيما يخص جبر الضرر هو إيجاد تنمية شاملة لمحافظة ريمه يلامس من خلالها المواطن البسيط حياة كريمة تعوضه عن حالة البؤس والشتات التي عاناها في السابق ومن خلالها سيبدأ التصالح والتسامح يعم أرجاء المنطقة وستعمل الحياة الكريمة على مسح الماضي بكل أشكاله المؤلمة وسيعمل الناس بروح الفريق الواحد في بناء المستقبل تحت شعار وطن يتسع للجميع وعدالة متساوية وحكم رشيد.
صالح عبدالله المسوري
تنويه إلى المتحاورين والقيادة السياسية 1329