كم هو مؤلمٌ عندما تشاهد بأم عينيك الوطن ينزف ولا تجد من يوقف نزيف الدم وتضميد الجراح المتلاشية على جسده المنهمك، لا ندري من سيعتق روحك الطاهرة أيها الوطن المغلوب؟ فالمتآمرين في قعر دارك يمارسون الجريمة بأنواعها وعنصريتهم سلبت منهم إحساس الانتماء لأرضهم وقد تمكنوا من تأجيج الخلافات وتعميق هذه النظرة العنصرية الكريهة فيما بيننـا .
كم هو مؤلم أن يحلم الإنسان ويخطط لمستقبل واعد ولا يتحقق الحلم نتيجةً للفساد والقصور والإهمال المتراكم على هذا البلد منذ عشرات السنين، رحل آباءنا وإخواننا إلى الغربة من هذا الوطن بسبب تردي الأوضاع المعيشية, فمنهم من قضى نحبَهُ ومنهم من ينتظر فرجاً من الله ونصراً قريباً لبلادنا التي تكالبت عليها المحن من الداخل والخارج.
ألمي وحزني على ما يحدث حولنا من انقسامات ونزاعات لا تسمن ولا تغني من جوع فكم هي الوجوه التي تتلون كالحرباء تدّعي الوطنية وتلبس قناع الغدر لإشعال نار الفتنة بين حلفاء الوطن، لا أحد ينكر بأن هناك ممن يحبّون وطنهم ويتمنون أن يكون دُرّة الأوطان ولكن للأسف الشديد تجد من يفسد هذا الحب ليؤخر عجلة التغيير والتنمية وبالتالي فإنه يضعف المواطن أمام هذه الأنانية التي ظهرت من ضعفاء النفوس .
ولقد خطر في بالي سؤال : متى سيشرق الوعي وتندمل جراحنا بعد هذه المعاناة الطويلة التي تراكمت علينا ؟
فهيا بنـا نتجاوز آلامنا ونمسح بعضاً من تاريخنا المظلم فحب الوطن شيء والسعي وراء المصالح شيءٌ آخر ولن يجتمع الحب مع المصلحة في آنٍ واحد فسيأتي اليوم الذي تنتهي فيه المصالح ويبقَ الوطن .
خليف بجاش الخليدي
كم هو مؤلم..! 1519