لا جدال أن الاختلالات التي تشهدها الساحة اليمنية بكافة أنواعها: تفجيرات, قطع خطوط الكهرباء, تفجير أنابيب النفط, مواجهات مسلحة, اختلال مؤسسات حكومية, حرق مباني حكومية اغتيالات سياسية, تقطعات., كل هذه يقف وراءها محور الشر الرباعي في اليمن: (القاعدة ـ صالح ـ حركة الحوثي المتمردة ـ الحراك الانفصالي) هذه الأطراف تشكل مجتمعة تحالف خفي غير معلن وسواء كان هناك تواصل فيما بينها مجتمعة وبين البعض منها المهم أن هناك قواسم مشتركة تجمعهم وهو العداء للمواطن والعمل على جر اليمن إلى الانزلاق ومربع العنف وليس من مصلحتها بتاتاً استقرار البلاد؛ لأن مصالحها تكمن في عدم الاستقرار وعند زوال الأسباب التي تعمل على إرباك المشهد سوف تنتصر هذه الحركات التي تدس السم في مائدة الانطلاقة نحو الدولة المدنية, إضافة إلى ما سبق هناك أجندة خارجية تجتمع عليها هذه الحركات وإن اختلفت الأجندة فالفكرة حقيقة أن هناك أهداف خارجية وأطراف تغذي الوكلاء في الداخل, حراك البيض المسلح (الانفصالي) يلتقي مع الحوثيين في تقسيم اليمن ولكل منها دوافع وعوامل مختلفة وكذلك خلفياتهم تختلف فالحوثي لديه مشروع لإقامة دولة شيعية في شمال اليمن وتحكمه ثقافة سلالية طائفية عنصرية تعمل على تقسيم المجتمع إلى طبقات تسعى إلى فرض نظرية "ولاية الفقيه" وتزعم أحقيتهم بالحكم دون غيرهم من أبناء الشعب اليمني, الانفصاليون لديهم ارتباطات مع جهات خارجية ولا يخفى على أحد التحالف الاستراتيجي بين الحوثيين والانفصاليين والرعاية الإيرانية وكذلك عبر ذراعها في لبنان (حزب الله) ولتولي الحرس الثوري الإيراني تدريب الفريقين وتزويدهم بالسلاح لإفشال العملية الانتقالية في اليمن وتجلى هذا بوضوح في السفن المحملة التي قبض عليها وكذلك حسب اعترافات بعض من القادة الحراكيين ( عبدالقادر حماحم مثلاً) القاعدة تحلم بإقامة إمارة طالبانية في المحافظات الشرقية.. صالح كذلك يقدم الدعم المالي والعسكري وينسق من أجل إسقاط هيبة الدولة وقد أسقطت وهنا يوفر وجبة شهية لصالح لكي يلعب على إيقاع إخفاق الدولة وعدم قدرتها على السيطرة على البلاد وهذه الأحلام ستنكسر على صخرة صمود الشعب ووعيه بالأوغاد المتطاولون على البلاد وأمنها واستقرارها.. إن محور الشر الرباعي لن يترك قطار التنظير يتحرك في الاتجاه الصحيح ويعمل على تهديد السلم الاجتماعي والوفاق الوطني, وهذا يجعل من الواجب على كل القوى والأحزاب والتيارات السياسية والاجتماعية والشباب بكل توجهاتهم والنخب المثقفة وكذلك المؤسسة العسكرية والأمنية وكل من يحمل ذرة من وطنية وإخلاص لهذا الوطن, على كل هؤلاء التصدي لهذا المشروع الخبيث والعمل على إفشاله وكذلك الالتفاف حول القوى السياسية الوطنية وعلى القوى السياسية والرئيس هادي وكل الفصائل الثورية المشاركة في العملية الانتقالية التوحد على مشروع دولة واحدة حتى تفوت الفرصة على القوى التي تحاول تمزيق الوطن.
إن غياب التوافق بين قوى الثورة يشكل رصيداً في جيب القوى الوطنية المتطرفة لذلك على التيارات التي حملت المشروع السياسي للثورة العمل لكشف هؤلاء للشعب؛ لأنه المتحمل الأول للمسؤولية في حال حدوث أي فشل لأهداف الثورة أو حتى حياد عن العمل من أجل تحقيقها.
محمد المياحي
إلى القوى الثورية..احذروا محور الشر الرباعي 1591