;
منيف الهلالي
منيف الهلالي

ياسين..غياب يورِّث الحزن 1385

2014-01-16 18:47:05


قرر الدكتور/ ياسين سعيد نعمان- الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني- الاختفاء عن المشهد السياسي اليمني لبعض الوقت نظراً لظروفه الصحية المتدهورة - كما ورد في رسالته الرسمية التي وجهها إلى المكتب السياسي للحزب- وفي ما يبدو - حسب تقديري الشخصي - أن ياسين أقدم على هذه الخطوة المفاجئة، نتيجة استيائه من مواقف شركاء الحزب، وقوى التغيير التي خاض معها العمل السياسي منذ العام ٢٠٠٦م بهدف بناء دولة مدنية حديثة، يسودها النظام والقانون، ويتشارك فيها الجميع، بعيداً عن الحكم الشمولي الذي أوصل البلاد إلى وضعه المتردي الذي نعيشه اليوم، غير أن تلك القوى عادت لتمارس أسلوب النظام السابق وسياساته، ولربما ابتكرت ما هو أشد وأنكى، الأمر الذي دفع بالدكتور لاتخاذ مثل هذا القرار الصعب، خصوصاً واليمن يعيش مرحلة حرجة ربما هي الأهم منذ تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م.. ثمة جهات أكدت أن سفر الدكتور إلى الخارج كان بعد تلقيه تحذيرات من استخبارات إحدى الدول أبلغته أن حياته في خطر وأن هناك محاولات عدة لاغتياله.. بينما جهات أخرى تحدثت عن ضغوطات مورست عليه من قبل الشارع الجنوبي والقيادات الاشتراكية للمطالبة بفك الارتباط، الأمر الذي دفعه لرفض هذا المطالب ومغادرة البلد.. بينما نفى الحزب كل ذلك، مؤكداً خروج الدكتور للعلاج وليس لسواه، لكنني ما زلت على يقين أن أولئك المتربصون هم وراء كل الآلام والمصائب التي حلت بنا وبيمننا..! في الفترة الماضية، بُعيد تشكيل مؤتمر الحوار الوطني، تعرض الياسين لحملات هجومية مسعورة، من عديد جهات، لم يكن آخرها إعلام المؤتمر، وزعيمه، والتي كان الهدف من وراءها إزاحة هذه القامة الوطنية السامقة عن المشهد العام، ذلك أنه يعد حجر عثرة أمام المشاريع التأمرية، التي باتت جلية لا تحتاج إلى ميكروسكوب للتعرف عليها، وفي نفس الوقت لم يقف في وجه مشارعيهم فقط وإنما بدأ بسحب البساط من تحت أقدام النخب السياسية بالبلد نظير نزاهته التي باتت الألسن تتداولها بطريقة اعتيادية قضّتْ مضاجع القوم وأرقت أحلامهم المتوحشة، خصوصاً وأن الرجل يمتلك مشروعاً وطنياً يلبي حاجة المواطن البسيط ويعمل على بناء دولته المدنية الحديثة التي يتشارك فيها الجميع.. ولم يكتفوا بتلك الحملات الإعلامية المغرضة التي عملت كل ما بوسعها للتشويه والطعن بوطنية صاحب الكاريزما المضيئة التي تعكس صورة مشروعه الحضاري، بل إن قوى الشر التي تترصد أولئك الرجال الذين لهم علاقة وطيدة بتربة هذا الوطن، لم تغفِل هذا السياسي المتفرد، بل وضعته في رأس قائمة الخلاص، فكان أن تعرض لعديد من عمليات الاغتيال والتي كان آخرها الطلق الناري الذي أوقفه سقف مركبته المصفحة وهو في طريقه لإطفاء شمعة الوطن المضيئة، وإزهاق روح اليمن النابض.. ومع هذا ظل الدكتور مؤمناً بعدالة قضيته وبمشروعه الوطني الذي كرس له كل ما بوسعه من جهد كيما يرى النور في ظل العتمة التي تشهدها البلد.

الدكتور ياسين شخصية وطنية محترمة، وغيابه عن الساحة السياسية هذه الأيام، سيخلف فراغاً كبيراً من الصعب ملؤه، لكن تلك إرادة الياسين وهذه ظروفه المبررة، إذ أن من حقه أن يستريح لبعض الوقت سواءً كان من أجل العلاج أو أنها استراحة محارب. ويجب علينا أن نقبل بهذا حتى وإن كنا سنقضم أصابع الندم على غيابٍ سيورثنا الحزن والألم, سننتظرك أيها الرجل العظيم بقلوبٍ ترفع أكفها إلى السماء تدعو الله أن يعيدك إلينا صحيحاً معافا، وأن يخلِّصنا من أولئك الذين لا عهد لهم ولا ذمة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد