ليس من السهل أن يبكي الرجال، بل من الصعوبة أن تنحدر الدموع نحو الخطورة بالانكسار من عين الرجل لأن دمعته تعتبر غالية جداً، فدموع الرئيس هادي في مؤتمر الحوار الوطني مؤخراً لا يعني أنه ضعيف الشخصية بل تُعتبر رمزاً للقلب الحساس الممتلئ بحب الوطن وكأن حاله يقول: كيف يشفى الوطن من كل هذه الجراح المتراكمة عليه؟ بل كيف نستطيع أن نجعل روائح الفل والياسمين تفوح بالعطر بدلاً من روائح الدماء في شوارع العاصمة صنعاء وأخواتها ؟
إن الدموع التي تسقط من عين الرجال دائماً تأتي بعد شحنةٌ من الانفعالات والأحاسيس المتراكمة في الصدور مطالبةً بالخروج فتستسلم لها جميع المشاعر والعواطف النابعة من الضمير الإنساني الحي في السراء والضراء.
ابكِ يا سيدي الرئيس على وطنك لا عن حُكمك فلقد تآمر علينا وعليك المتآمرين وقتلوا الأبرياء وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، نعم عرفنا اليوم دموعك بأنها نابعةٌ من قلب يحب الوطن ومحافظاً عليه من القوى التي ما تزال تتربص بأمن واستقرار البلد ونحن على يقين أنك تدرك تماماً كل ما نعانيه من الهموم التي فاقت قمم الجبال .
ابكِ يا سيدي الرئيس فبكائك هو السبيل الوحيد للتخفيف من آلامك التي تراودك في السرّاء والضرّاء ودموعك المالحة أصبحت اليوم عصيراً مشروباً اسمه السمو الروحي لا يُباع لغير الوطن.
خليف بجاش الخليدي
عندما يبكي الرجال 1396