;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

إنها بيوت الله 1408

2014-01-25 07:09:07


بيوت الله مساحات حب وطمأنينة ومناجاة وشغف بالله عز وجل.. هي مقصورة سلام وقداسة, وهي حجراً وصل بمن لو انقطع الاتصال به أصبحت الدنيا أضيق على المرء من سمِ الخياط, لهذا نشعر حين ندخلها بالطهارة والسكينة النفسية وكأننا دخلاء في ذمة الله ورحمته.

هي ليست مجالس للتفاوض والبيع والشراء والأخذ والعطاء الدنيوي.

لأنها مدرسة قيم ومحراب رسالة ومنتدى علم, ولا يجد ربنا أن ننظر إليها بأدنى من ذلك أو نصفها بأقل منه.

ويشعر المرء منا بالأسى حين نجد من الناس من يكسر حاجز الرهبة ويتعدى حد القداسة ويتعامل مع هذه المساحة الطاهرة وكأنها مأوى استراتيجي أو ثكنة عسكرية أو مخيم صديق, بالرغم من أن بيوت الله مفتوحة على مدار اليوم إلا أنه لا يجب النظر إليها وكأنها استراحات يمكن أن تأوي العائلات التي تأمها لغاية الإيواء ومتسببة في إحداث الفوضى وافتعال القذارة وكأنها في نزهة برية, فما الذي يمكن أن يفعله الأطفال دون سن السابعة في المسجد؟ وهل يؤهل الآباء والأمهات أطفالهم قبل اصطحابهم ليكونوا ضيوفاً في بيت من بيوت الله؟

يجب أن نتوقف عن ممارسة مثل هذه السلوكيات التي لم تكن ظاهرة بقوة قبل سنوات من الآن, لكن بعد أن أصبحت بيوت الله هدفاً سهلاً للاقتتال والتفجير والحصار أصبح من السهل على بعض أصحاب الإيمان الضعيف والعقيدة الهشة أن يرى في المسجد مساحة حاضنة لأطماعه مستغلاً حرمتها لتبرير نواياه المغلفة بالتسامح الهش والسلام المزيف, هي بيوت للتسبيح (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال) النور(36)

هي بيوت للذكر (ومن ظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها) البقرة (114). هي مساحة مظللة بجلال الله (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...) وذكر من بينهم رجل قلبه معلق بالمساجد. إنها بيوت الله التي تتنفس فيها ذرات الطمأنينة, ونتوقف فيها عن هراء الذاكرة الذي لا يتوقف, إنها محطات القلوب, فهناك نتوقف لنتزود بالوقود الرباني الذي لا يزال يغمر قلبونا بالسكينة كل يوم حتى تحين ساعة التزود به من جديد.

إنها مساحة الأمن والطهارة والنقاء, إنها رمزنا الديني والعقائدي, وهي وجهة الباحثين عن عنوان لا يقصده إلا من سكن الله في قلبه واستقر في فؤاده.

توقفوا عن الإساءة لبيوت الله بتلك السلوكيات والذوقيات التي تستخف بقداسة المكان والزمان.

 أيها المسلمون... الذين تجهلون أن المسجد مقصد الجباه التي اشتاقت أن تسكن قبورها قبل أن تعصف بها رياح الفتن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد