التاريخ لا تكتبه قوى القهر المدججة بالسلاح.. ولا إعلام غسيل الأموال.. الحقائق وحدها والحوادث العظائم الخارقة للعادة والمألوف تصبح تاريخاً, تحكى للأحفاد والأجيال.. قيم النضال ومارثون السباق نحوها وارتباط الأشخاص حولها تاريخ تكتبه القناعة الراسخة لدى الرأي العام أن ذلكم الأشخاص وتلكم الأحداث تستحق أن تكون في ذاكرة التاريخ..
في اليمن هل تتجسد أحداث ثورة التغيير 11فبراير وما ارتبط بها من تسوية سياسية وعملية انتقالية توجت بأطول حوار في التاريخ أن تكون تاريخاً؟.. في اليمن إحداث تصنع التاريخ.. ويمكنني القول ثورة التغيير السلمية الـ11من فبراير2011م أسقطت مشروع التوريث العائلي وشبكات محسوبياته 18مارس 2011م جمعة الكرامة التي صار ضحيتها عشرات الشهداء وبها فقد نظام صالح شرعيته وشعبيته في كيان الشعب..
رباط الثوار في الساحات والميادين وخروج المظاهرات على مدار سنتين كلها أحداث تصنع تاريخا.. ويمكن القول إن مسار الثورة الشعبية الشبابية السلمية بأحداثها الجسام تاريخ ناصع يحكى للأجيال.. لن اتحدت عن أحداث ساهم السياسيون في صنعها كالتسوية السياسية في اليمن القائمة على المبادرة الخليجية.. بقدر ما أتحدت عن مؤتمر الحوار الوطني.. رغم ما شابه من أمور ..إلا أنه حشد طاقات المتعدد والمتنوع وجمع أدوات المشكل على طاولة واحدة.. تحاورت!! وتنابزت! وتعاركت في بعض الأحايين! بحكم تجربة الإقصاء التي عاشتها جميع المكونات طيلة الفترة السابقة!! أتت وهي تحمل في جعبتها قناعات مسبقة وأراء مؤدلجة ومنطق جهوي وربما طائفي.. وتزمت سياسي.. ولغات متناقضة لمنطق الحوار.. لكن فترة الحوار كانت كفيلة نسبيا بالقبول بالآخر وبرأيه.. تعلم من أراد أن يتعلم! تغيرت قناعات كثير من المكونات ..وترسخت قناعات أخرى.. أحتدم الصراع.. وظهر الابتزاز على حقيقته.. الذي جاء بقناعة أن يحقق 80% من قناعته.. خرج ب40%..أطراف تزعل فتنسحب.. وأخرى تقاطع جلسات الحوار.. وفصيل يهدد ،وأخر يمتنع عن التصويت.. امور بديهية وطبيعية وغير طبيعية في بعض الأحايين رافقت مجتمع الحوار الوطني في اليمن طيلة فترته.. وانا أتحدث عن مؤتمر الحوار الوطني كفكرة وكتاريخ.. لا يعني أن انه عملية منزهة من النواقص والعيوب والسلبيات ولا ان مخرجات الحوار كانت رائعة أو ممتازة.. ولكن في نظري الشخصي كانت مخرجات مقبولة ويمكن ان تكون مناسبة بضمانات تنفيذها!!وبدون الخوض في ذلك..
لقد راهنت قوى خارج الحوار على افشال مؤتمر الحوار بجلساته الثلاثة بأساليب شتى لعل أهمها استهداف اضعاف سلطات الدولة وتدمير ها وشل أدائها.. إن لم اقول وصل الامر الى استهداف رأس الدولة الرئيس هادي في حادثة الهجوم على وزارة الدفاع.. وجماعات العنف التي اطلت برأسها لتكون بديلا لسلطات الدولة في بعض المحافظات.. وأمور أخرى لا يسع المجال لذكرها.. لكن اختتام مؤتمر الحوار الوطني دليل على نجاحه.. وانتقال إلى مرحلة جديدة من التوعية والتنفيذ وحشد الامكانات والطاقات لتنفيذها ونقلها الى الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي!! بإمكان كل يمني أن يحتفل بنجاح مؤتمر الحوار..
نحتفل لأن القوى المعادية للدولة أو (قوى الشر) كما وصفها د/احمد عوض بن مبارك لم تحقق مأربها بإفشال مؤتمر الحوار..
أحمد الضحياني
اليمن .أحداث تصنع التاريخ!! 1422