تحولت مخرجات الحوار إلى معركة في الشارع بين من يراها إنجازاً عظيماً منعت الاقتتال ، وبين من يراها قصقصت الشريعة الإسلامية فهي بهذا شر ووبال، والحقيقة وعلى ضوء القاعدة الشرعية،" ﻻ يوجد شر محض ولا خير محض" ،لو نظرنا بعين فاحصة دون تمترس للرأي أو الهوى؛ فكلا الفريقين على حق من وجهة نظره، فالسياسيون نظروا من زاويتهم أن هذا فن الممكن كمخرج مما يحاك للبلاد من مؤامرات، وهذا مبلغهم من العلم ،ولكنه في نظر الأخر انه مخرج مؤقت وهروب للأمام وترحيل للمشاكل ،والذي ينظر إلى ما قدمته هيئة علماء اليمن من رؤية لمخرجات الحوار سيجد أنها وضعت مقارنة بين ما هو قائم في الدستور الحالي ومخرجات الحوار والتي يتضح من المقارنة انه تم تقليم كل ما يشار إلى "إسلام- إسلامية- إسلامي-الدين" وحلت محلها الاتفاقيات الدولية بكل غثائها, وهنا برز الخلاف بين الفريقين ومع هذا يجب أن نحجم هذا الخلاف لنضع رضا الله أولاً, ثم مصلحة شعبنا ثانياً.
وهذا يتطلب تشكيل لجنة لصياغة الدستور وتكون على قدر من الوعي والإدراك بهاتين المسألتين وهذا يتطلب اصطفافاً بين كل العقلاء ولنترك المناكفات السياسية بل والفجور بالخصومة وتسفيه الآخر، لأنها هي من أوصلتنا إلى هذا ، فان فعلنا هذا فستكون معركة صياغة الدستور أقل كلفة من معركة الحوار وسيطمئن الشعب على دينه وأخلاقه ووطنه ، وليعلم الجميع أننا اذا بحثنا عن رضا الله قبل كل شيء هو من سيؤلف بين قلوبنا, قال تعالى" وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم".
أما إذا اتبعنا هوانا ولو على حساب ديننا, فإننا سندفع الثمن غالياً في دنيانا وآخرتنا وسنزداد فرقة وخلافاً، وصراعاً وشتاتاً..
والله نسأل أن يوحد صفنا ويجمع على الخير كلمتنا..
محمد بن ناصر الحزمي
القول المثار..في مخرجات الحوار 1468