من المفروض أن تفرض المعركة التحررية من الأنظمة الدكتاتورية وحدة صف جميع القوى والتيارات الوطنية في اتجاه إسقاط النظام وتحرير الوطن من هذا النظام ومشتقاته وحلفاءه.
لقد نجحت الشعوب العربية في دول الربيع العربي بالقيام بما هو عليها بالخروج للشارع والشروع بعملية الهدم للأنظمة العربية القائمة..
لقد فشلت النخب في دول الربيع العربي في استكمال عملية الهدم تمهيداً لبناء الأوطان، ولعل من المفروض في الثورات العربية أن يشكل إسقاط النظام وطرح البديل جوهر العلاقة المرحلية والاستراتيجية بين أطراف المعارضة التحررية، لكن ما حدث أن الأحزاب السياسية سارعت لتحلب خيرات الثورات قبل أن يأن الأون لذلك، ما دفعها لتقديم التنازلات أمام بقايا أنظمة كان من المفترض أن تكون قد سقطت قبل أن يتم جني الثمار.
في دول تونس وليبيا ومصر، تم إسقاط الهيئة التي تشكل رأس النظام بالكامل فيما توصلت الثورة في اليمن إلى تقاسم للسلطة كما حدث في اليمن.
إن النموذج السيء الذي قدمته الأحزاب الذي من المعول عليها أن تقود عملية التغيير نحو دولة ديموقراطية مدنية، هو في تحولها من شريكة للثوار في إسقاط الأنظمة الحاكمة والمستبدة الفاشلة إلى لاعب رئيسي في حلبة التنافس على السلطة، بعيداً عن المصلحة العامة.
إن فشل القوى السياسية ممثلة بالنخب المشاركة بالثورة، فشلها في استكمال عملية إسقاط الأنظمة لتبدأ عملية البناء أتاحت فرصة ذهبية بقايا الأنظمة القديمة الانقضاض على الثورة الوليدة، ما جعل الأحزاب السياسية تلجأ إلى الاستعانة بسياسة الإقصاء بدلاً من الشراكة .
وعلينا وخاصة النحب السياسية أن نأخذ العبر والمواعظ مما حدث وأن نتدارك الأمر لإنقاذ الثورة قبل أن تستكمل عملية الإجهاز عليها.
إيمان سهيل
حين تسابقت الأحزاب لتحلب الثورة قبل الأوان 1250