هي رساله تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات ذات الأهمية البالغة في مضمون العمل السياسي في اليمن ومن خلال ذلك أحببت أن تكون موجهة لشخص الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح وليست على غرار ما جرى ويجري في أرض الكنانة اليوم بيد أنها مغايرة تماماً ومع اختتام مؤتمر الحوار الوطني ونجاحه المزلزل وطي صفحة الماضي بين كافة الشرائح الوطنية ومن هنا يتحتم علينا أن نتحدث بكل مصداقيه بدلاً من أن نقع فيما وقع فيه أشقاءً لنا ونعرفهم كما يعرفهم الرئيس السابق وبدلاً أيضاً أن تنزلق الأمور في بلادنا إلى ما ترفضه الإنسانية فيجب على كافة القوى الابتعاد عن جميع اللغات التي تسيء إلى اليمن وشعبه العظيم وأرضه الطيبة وترابه الطاهر ولا أبرر في هذا الجرائم التي حدثت في السابق بقدر ما نحاول تجنب المزيد من وقوع الجرائم بسبب المماحكات السياسية التي يتشبع بها البعض من جميع الأطراف فاليمن بلادنا وأرضنا, فيها نحيا وعلى ثرى ترابها نموت ومن لا يعتقدون أنهم حينما يجلبون أموالاً من أطراف إقليمية لزعزعة بلادهم والنيل من شعوبهم ليسوا بائعين لأوطانهم... فهم واهمون ويعيشون على أدنى مقومات الشرف التي يجب أن تصان بحدقات العيون ولذلك ليس من العيب أن ننحني قليلاً أو كثيراً من أجل بلادنا ومصدر عزنا وسبيل رفعتنا فجميعنا سواسية في الحقوق الوطنية ولا تمايز بين فئة أو حزب أو جماعة على أخرى من يهود صعده إلى زيودها واثنا عشريتها الجدد مالم يجنحوا للسلم وبين ذلك شوافع اليمن والصوفية وغيرهم فلا إصلاحي لنفسه ولا مؤتمري لحزبه ولا اشتراكي لغيره نهدف من خلال هذا الكلام لتوحيد الراية الوطنية بدلاً من التنفير ولغات التهديد والوعيد.
وقبل ذلك فإن الجميع له الحق في حريته وانتمائه لحزبه مالم ينال من ثوابت وقوانين رسختها الدولة لتسير عليها جميع المكونات وبتوافقها فالحياة السياسية يجب أن تنتقل من الروح الكيدية والتأمرية إلى الروح الرياضية والتبادلية والتنازلية كما يحدث في بلاد الغرب إن عجزنا أن نمتثل بقادة سابقون ادركوا قواعد اللعبة فلم يدركها سياسيو العصر الذين يسعى كل واحد منهم لطمس الآخر, وليس في ذلك من سبيل أو جدوى فقد أثخنت اليمن بالجراحات وآن لها أن تستريح وليس من الضروري أن تعقد الجلسات والمباحثات في رأس الخيمة وغيرها للمساومة في مصير يقرره الشعب وإذا كنا حقاً وطنيين فتلك هي الأرض وذلك هو الشعب فتلك المؤن التي تقدمها دول الخليج ستعي في مقبل الأيام أنها كانت تعمل لصالح أعدائها مما يسهل على أعدائها سبيل الوصول إليها والنيل منها وسط ارتياح وتأييد شعبي وعربي وإسلامي عارم في الوقت الذي كان ينضر العالم إلى المملكة بالحصن الأخير الذي تذهب معه الحياة.
وكذلك أيضاً السعي في النيل من خصوم سياسيين والتحريش بينهم وهو من عمل الشيطان حتى مع أناس بات الجميع يدرك حجم خطرهم لماذا كل هذه التنازلات في سبيل النيل من الآخر وليست في سبيل ربط أوصر الألفة والمحبة والإخاء لماذا التحريض المتواصل؟ هل في ذلك خدمة لليمن وشعبها في الوقت الذي دفعت فيه حصانه مقابل دماء طاهرة زكية أريقت ولازالت رائحتها حتى اليوم؟ ألا يدرك من يخطط سير معارك الحوثيين اليوم أنه سيكون الثور الأبيض والأيام دول أرسل رسالتي هذه إلى الرئيس السابق أن يكمل جميله في التنازل والسعي وراء البناء وليس الهدم,, الإصلاح وليس الإفساد الألفة وليس التفرقة, وليعلم بأن الدنيا زائلة وأمدها بسيط ولن ينفع الندم فيما بعد نشد على يديه أن يخدم اليمن في آخر عهده وتقدم سنه وبوسعه تجنيب اليمن أبواب الداخلين للعبث من خلاله وليس المقصود سوى العهد الذي اختارته اليمن ليكون ناصعاً في كل جبين يؤمن بالتعددية السياسية وتبادل السلطة وليكمل مشواره في هذا المشوار وإن وجدت الشوك وتأثر بها فلينزعها ثم يواصل البناء فاليمن ليس بحاجة إلى أزمات وحروب فيقتل فيها الآمنون ويشرد الساكنون من بيوتهم وترمل من خلال ذلك نساء, وييتم أطفال ولماذا كل هذا وبمقدورنا أن نمنعه من جذوره حينما نمتنع عن عمل ما يملى علينا من الخارج وفي هذا الأمر ولأجله يصبح التنازل هو النور الذي لا ينطفئ واليد التي لا تنكسر والخيل الذي لا يتوقف والشمس التي لا تغيب. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
إلى الرئيس السابق 1281