منذ عقود من الزمن وحتى الآن يعيش المواطن اليمني في الشيء ونقيضه ولم نكن نعلم الحكمة من ذلك إلا بعد ما شاهدنا الدول الأخرى فعرفنا مدى النعمة التي نحن فيها والحكمة من الحالة التي نعيشها، ففي اليمن ساعات الإطفاء أكثر من ساعات التشغيل للكهرباء, فعندما تنطفئ الكهرباء نتذكر ظلمة القبر, فنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب وعندما تضيء لنا الكهرباء لسويعات نقدر النعمة فنشكر الله، وعندما يأتي إلينا الماء بعد انقطاع لشهور لا شك أننا نشعر بمتعة وسعادة وقيمة لهذه النعمة، شوارعنا تجري فيها الأنهار جراء البيارات المتفجرة التي هي بسبب الخيرات ففاضت على شوارعنا، القمامات في الطرق العامة والشوارع الرئيسية دليل آخر على الرخاء الذي نعيشه.
الأردن دولة فقيرة ومواردها محدودة جداً، ولكنها لا تعيش الرخاء الذي نعيشه في اليمن والدليل على ذلك أتحدى أي شخص زار الأردن رأى بيارة طافحة تجري في أي شارع من شوارعها أو حارة من حاراتها، شوارعها لا تكاد ترى فيها قرطاساً مرمياً على الأرض أو زبالة مرمية على الرصيف وكأنهم لا يأكلون ولا يشربون.. المياه دائماً متوفرة في كل المساكن ولذلك لا يشعرون بقيمتها كما نشعر نحن.. الكهرباء لا تنقطع أبداً ولذلك هم أيضاً لا يستمتعون بعودتها بعد انقطاع.
شكرًا لزعمائنا, شكرًا لقياداتنا التاريخية الحكيمة التي تشعرنا بمدى النعمة التي نعيشها ونكابدها صبحاً ومساء، فقياداتنا لا تتعوض أبدًا.. اللهم جازيهم بما يستحقون وزدهم ضعفين.. اللهم آمين.
محمد مقبل الحميري
قادة اليمن حكماء 1560