سألني أحدهم : هل السلفيون عندكم باليمن.. حقاً إرهابيون؟.. ويرتكبون كل هذه المذابح والتفجيرات التي نراها على الشاشات وتتناقلها القنوات الإخبارية؟!، وأمريكا لماذا تتحالف اليوم مع الحوثي ذراع إيران، وتشن معه حرباً على سلفيي اليمن؟.. قلت : الأمر يحتاج تفصيل، ليست الأمور بهذه البساطة عندنا، بل هي معقدة بفعل التدخلات الخارجية المزمنة والكثيرة, لكن على العموم، وفي الأغلب فإن سلفيي اليمن وحفظة القران في كل مدارس العلم الشرعي في طول اليمن وعرضها لم يذهبوا لمقاتلة أمريكا في أراضيها هذا واضح لم ينفذوا عملية تفجيرية واحدة في أي منطقة في اليمن أو خارج اليمن نتحدى أمريكا ومن معها، أن يحددوا عملية تخريبية أو إرهابية واحدة مسجلة على إخواننا السلفيين طلبة العلم في المعاهد الشرعية الدينية.. لن يفعلوا!.. لأنهم يعلمون أنه لا توجد، ولأن الدول التي تزعم محاربة الإرهاب.. تدرك أنه لا يوجد أصلاً إرهاب في عالمنا العربي الإسلامي.. وأن الموجود فقط هو عصابات وتنظيمات وهمية، أنشأتها أجهزة مخابرات أجنبية وعربية، تقوم بعمل تفجيرات محددة، وعمليات قتل معينة في الوقت والزمان الذي تحدده أنظمة المنطقة، بالتعاون مع دول الغرب الطامعة في منطقتنا، وثرواتنا.. طبعاً، هذا كله وهذه الحرب المزعومة على الإرهاب تهدف إلى هدف استراتيجي وهو إطالة عمر أنظمتنا العميلة للغرب ولأن استمرار أنظمة العالم العربي الديكتاتورية معناه استمرار سيطرة الدول الكبرى الاستعمارية على مصير وخيرات منطقتنا العربية الاستراتيجية والغنية!.
***
إننا نعلم ..أن أمريكا والرئيس هادي ومن قبله المخلوع صالح وكل أجهزة الاستخبارات العالمية والإقليمية تعلم جيداً أن السلفيين الذين أعلنت الحرب عليهم من العالم الديمقراطي اللا متحضر الكل يعلم أن السلفيين الذين كانوا بدماج وباقي مراكز العلم الموجودة بمحافظات أخرى ليس لهم أي علاقة بالإرهاب المزعوم أو بالقاعدة المصنوعة أمريكيا وعربياً تعلم أمريكا جيداً والرئيس هادي أن طلبة العلم والمعاهد الشرعية على خلاف جذري عميق مع فكر القاعدة المتمرد على الحاكم وأن هؤلاء السلفيين المستهدفين اليوم من هادي وأمريكا، يحرمون التطرف والخروج على الحاكم، الذي يسمونه(ولي الأمر)،ويجرمون مقاتلته ومنازعته على حكمه وسلطته.. وهذا يختلف كلياً مع فكر القاعدة وأدبياتها، وينسف كل ادعاء بأن سلفيي اليمن وطلاب العلم جماعات قتالية متمردة تحارب الدولة وتنفذ الفكر الجهادي ضد الدولة ومصالحها، ناهيك عن دِول ومصالح الغرب.
***
صار الكل يعلم جيداً أن القاعدة مدعومة من حكومات دول المنطقة التي تتخذها ذريعة للحرب على الشعوب العربية..
نعلم هذا جيداً.. فلا يحاولوا تسويق هذه الحجة الفاشلة.. لأننا في زمن مكشوف ومتقارب بفضل ثورة الاتصالات الرائعة و مواقع التواصل الاجتماعية الهائلة.. صرنا بفضلها نعلم كل ما يدور على الأرض ومن الذي يخرب ومن يفجر ومن يقتل ومن يسرق..؟ نعلم كل شيء.
***
أمريكا التي أعلنت الآن حربها القذرة على الشعب اليمني بإعطائها الضوء الأخضر لإيران كي تعربد في اليمن، وتنشر القتل والفتن والفوضى في محافظات اليمن، كما هو مشاهد اليوم أمريكا التي تدعي أنها إنما تطارد الإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء..
كلنا نعلم أن من ينفذ هذه العمليات التي تستهدف الأبرياء(كما حصل في مستشفى العرضي كنموذج)..هي أجهزة استخباراتها القذرة واستخبارات دول المنطقة، هذه الأجهزة هي التي تنفذ كل عمليات التفجيرات والقتل الجماعي في دولنا العربية بين أوساط المدنيين الأبرياء وذلك لتحقيق مصالحها، ولاستخدام تلك التفجيرات لقمع الشعوب العربية، ومحاربة الإسلام السني النقي.. ثم يتم إلباس هذه العمليات بشكل مدروس للقاعدة المزعومة!.. التي ملننا من كثر ما أعطيت من حجم ليس لها وألبست أدواراً أكبر منها بكثير!.. لسنا أغبياء.. نحن نفهم كل شيء !.
***
ثم انظروا ممن تطلب أمريكا أن يقوم بإغلاق معهد دماج ومحاربة طلبته بقوة السلاح.. من الحوثي!.. المتمرد أصلاً على الدولة اليمنية.. هذا يكشف حقيقة مذهلة وتناقض فاضح.. انظروا.. يطلب هنا وقف (الارهاب والتطرف ) المزعوم الوهمي لسلفيي اليمن السنة..!.. لكن في المقابل ..يسمح هنا (للإرهاب والتطرف) الشيعي الحوثي الحقيقي والذي يحصل فعلاً وهو واقعاً معاشاً على الأرض بالفعل!.. مهزلة.. أليس كذلك؟!..إذن ها هي أمريكا تعلن الحرب على اليمن واليمنيين!. والأقنعة تتساقط وتظهر الحقيقة الواضحة لكن هيهات ..أن يسمح الشعب اليمني العظيم المؤمن بهذه المهزلة وبهذا الذل !.
***
هادي ،إن لم يحترم إرادة وحياة وكرامة الشعب اليمني المشتاق للحرية.. فإنه يحرق نفسه ويقضي على مكانته وسيخلعه اليمنيون كما خلعوا (صالح)،الذي كان من أهم أسباب خلعه والثورة عليه هي : تفريطه بالسيادة اليمنية وسماحه لقتل مواطنيين يمنيين على الأرض اليمنية بالطائرات الأمريكية السيئة السمعة واليوم يقتل مواطني اليمن بنفس الطائرات ويقتلون أيضاً باليد الإيرانية.. والتمويل والدعم والتدريب والخبراء الإيراني بل ليس مستبعداً برجال الحرس الثوري الإيراني أيضاً.
لم يعد هناك شيء مستبعد توسعات الحوثيين اليوم في عدة محافظات ومناطق بنفس التوقيت توحي بأن هناك أمراً يحاك ومخطط يتم تنفيذه بشكل مدروس نسال الله السلامة لبلدنا .. وسائر بلاد المسلمين.
***
ختاماً.. لابد لليمنيين من وقفة، كفى تفرجاً على اليمنيين, التوحد والاصطفاف وأن يلتحقوا بالقبائل التي تدافع اليوم ليس عن مناطقها فقط بل تدافع عن كل اليمن، وكل المحافظات، قبائل حاشد وأرحب اليوم، تدافع عن النظام الجمهوري ضد عصابة الإمامة الجديدة القادمة من العصور الوسطى، اليوم الحوثيون ومن يدعمهم.. يقاتلون باستماته لعودة حكم الأئمة الظلامي البغيض، ويحاولون جاهدين إسقاط النظام الجمهوري المشرق الذي جاءت به ثورة سبتمبر٦٢م، فهل يعي اليمنيون جميعهم هذه الرمزية وهذه الحقيقة؟ لا يجب الصمت..
إننا أمام مفترق طرق، مفترق تتشكل فيه الخارطة الجديدة لليمن ..وعلى جميع اليمنيين أن يشاركوا في رسم هذه الخريطة، لصالح اليمن.. وإلا يدعوا المجال لإعداء اليمن ليرسموا هم خارطة بلدنا ومستقبلها..
يجب ألا نهرب من المواجهة.. المواجهة فرضت على الشعب اليمني وهي مسألة كرامة وإرادة واليمنيون عبر التاريخ كانوا على قدر المسؤولية وإن شاءا لله ،سيهزم الجمع ويولون الدبر على أيدي أبناء القبائل الذين يسطرون اليوم ملاحم وبطولات ومواقف مشرفة، سيسجلها التاريخ لكل من شارك فيها فليهب كل يمني مقتدر وليلتحق بإخوانه على ثغرات الجهاد المشرف لحماية الدولة والجمهورية.. ولوقف تمدد سرطان إيران في المنطقة.. نسأل الله أن يحفظ بلدنا الغالي من كل خائن، وكل معتدي.. آمين.
لينا صالح
عن الحرب على الإرهاب المزعوم..كفى كذباً! 1371