إن المطلوب من كل اليمنيين, مقاومة من لا يهمهم خير اليمن، ولنعلم بأن هناك من الناس من لا يهمهم خيـر اليمـن، يقتاتـون على آلام النـاس وأوجاعهـم، ويمـارسون حمـاقـاتهم بسـذاجة متناهية؛ فواجب التصـدي لمثل هـؤلاء يكون من خلال تغلبنا على أحزاننا، وإذابة خلافـاتنـا بـ "المنطق والعقل" لأن ثـورة المخلصين لدينهم ولوطنهم ليست فعـلاً مؤقتا انفعاليا أو فوضى خـلاقة، بل لابد أن ندرك أن فكر الثوار هو فكـر تغييري ونهضـوي، ومقـاومـة أخـلاقيـة، وهنا علي كل اليمنيين أن يدركوا بأن نجـاح الحوار الوطني في ظل هذه المتغيرات كانت أكبـر عمليـة جراحيـة لوطـن مُنهك، وتكـريس لبنـاء دولـة اتحادية مدنية يحكم اليمنيون أنفسهم ويتحملون واجب سيادة القانـون والقضاء العـادل وممارسة التنمية.
وطـالما كان الحـوار خيارنا المُنقذ، فبه نكـون قـد أغلقنـا الأبـواب والنوافــذ أمـام ريـاح السمـوم الراكدة والـوافـدة، وضيقنـا الخناق على كـافـة التحالفـات المشبـوهة التي لا تـريد الخيـر لهـذا الـوطـن المُثقـل أصلاً بجـراحات غـائـرة. إننا جميعا بأمس الحـاجة إلى مراجعـة أخطاءنا وعيوبنـا وخاصة قيادة كل الأحزاب، وواجب التذكير بأهم الأوليات للمرحلة الانتقالية الثانية، وعلى الجميع استشعار هـذه المسئولية كل من موقعه، بعيـداً عن المكايدات والمماحكات والقناعات غيـر السوية، ونحن إذا مـا وصلنا إلى الغايـات المنشـودة من تطبيق مخرجات الحـوار حتمـاً سنصل وسنرتقي إلى المحطات التنمـوية الأخرى بطرق ميسرة وسهلة، طالما أزيلت أمامنا التحديات واقتلعت جذور التباينات والمشكلات، وتقـزمت الأزمات.. والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
ضرورة مراقبة تنفيذ محرجات الحوار 1189