علينا أن نأخذ العِبر والمواعظ مما حدث وأن نتدارك الأمر لإنقاذ الثورة قبل أن تستكمل عملية الإجهاز عليها.
يجب على النخب السياسية ألا تكافي بتقديم رؤى فكرية جديدة؛ حيث يجب عليها أن تخوض وبجدية عملية استكمال البناء طالما قد أعاقت عملية استكمال إسقاط النظام السابق.
وعلى النخب السياسية اليوم أن ترتقي إلى مستوى المسؤولية بتجسد ثقافة الشراكة بدل ثقافة الإقصاء، وأن تقود عملية التغيير نحو دولة ديموقراطية مدنية.
إن المجتمع العربي بحاجة إلى تفكيك البنية القبلية والسلطوية وإحداث التغيير باتجاه إقامة مجتمع مدني يقوم على المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية يسود فيه القانون وبرلمان يعبر عن إرادة الشعوب لا عن إرادة النخب والقوى القبلية والعسكرية النافذة، ويجسد مبدأ الرقابة الحقيقية، مجتمع يسود فيه احترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
إن النخب التقليدية القديمة بقت مسيطرة على المركز القيادي ولم تفسح المجال للفئات الشبابية التي مثلت الوقود لثورة، ثم إن هذه النخب التي احتكرت الصف الأممي في قيادة الأحزاب والمشهد السياسي أعاقت استكمال إسقاط الأنظمة وفشلت في عملية استكمال البناء لما تم هدمه واكتفت بالترميم الأناني بما يتواكب مع مصالحها وأجنداتها المشتركة كما أفسحت المجال لأنصار النظام القديم في استثمار ما حدث من خلاف وإقصاء وتعثر للانقضاض على الثورة مرة أخرى.
إيمان سهيل
سيطرة النخب والترميم بدلاً من البناء 1050