لا يراودني أدنى شك أنه لازال هناك من يتوهمون حدودية المشروع الحوثي لأهدافه السياسية وربما لاستغلاله من بعض الأطراف الناقمة من أبرز مناصري ثورة التغيير التي أطاحت بنظام الرئيس علي عبد الله صالح بينما هم لا يدركون بأن وراء ذلك التمدد مشاريع خفية يدركها الحوثي تماماً فهناك عقبات كثيرة قد تعداها السيد ويبدوا طريقه خالياً من الشوك للقضاء على الجمهورية ومن سعى لإقامتها وإعادة حكم آبائه الحكم الإمامي الذي انتزع ولا زال بعض منتزعوه وأحفادهم أحياء يرزقون حتى يومنا هذا, ويبدو في مشهد اليوم الإعداد القتالي والتنظيمي الذي أعدت وتعد له الجماعة في وقت يختلف فيه السياسيون وتتعمق جذور مشاكلهم ليسعى بعضهم لضرب هذا الطرف بذلك الطرف الذي ينتظر الانقضاض على الجمهورية لإقامة دولة أجداده الإماميه بيد أن من يرى الواقع ومن يتحدثون فيه يتألم كثيراً حينما ترى صحف وجرائد وجميع وسائل إعلام النظام السابق تصفق للراقصين من الحوثيين في حاشد عمران أو فيما سبق دماج وكتاف وتصوير أن ما يجري إنما هو صراع بين خصم النظام السابق والحوثيين كالذي يتمسك ولو بقشة للقضاء على خصومه دون إدراك العواقب الوخيمة التي قد تحدث جراء انتفاخ الصراع وتمدده على أنحاء واسعة من اليمن.
وبعد أن فتحت طريق صنعاء للحوثيين بقوة سلاحهم ومجيئ كتيبة الحسين فإن المشوار لم يبدأ بعد فتكتيك حزب الله في جنوب لبنان هو نفسه ذلك التكتيك الذي حذى حذوه السيد عبد الملك الحوثي في اليمن فمن لم يتحركوا لإنقاذ أبناء دماج وأبناء قبائل اليمن فإني أضنهم سوف يتحركون غداً حينما تتم السيطرة على مطار صنعاء كما هو الحال الآن بمطار لبنان الذي يسيطر على حركته حزب الله سيطرة كامله ولكن لن يفيد التحرك في ذلك اليوم لأن الحوثيين إن قاموا بخطوة كهذه فهو مع سابق علمهم بمدى قوتهم وضعف الطرف الآخر .
فأما دماج فقد هجر الحوثيون أهلها وأما حاشد فقد كسرت وماذا بعد أليست كل هذه مقدمات للقضاء على الجمهورية؟ يا أرباب الجمهورية إن بقيت فيكم ذرة الوطنية وليس من الشرف أن يتأمر حتى عرق واحد ينتمي للمؤتمر مع هؤلاء الذين اختلفنا معهم بسبب الدم الذي أراقوه وليس غير ذلك من خلاف ومن يزايدون أن هناك خلاف غير ذلك فإنهم واهمون لأن جميع الخلافات ما دون الدم تتحطم على أعتاب الوطن الذين تضللنا مضلته جميعاً ويوحدنا ترابه الطاهر.
وأن مسألة التآمر من بعض قيادات المؤتمر لصالح الحوثيين فإنه باب لتوسيع الدائرة التي تخنق من خلالها اليمن وليس
أبناء الأحمر أو فصيل الإخوان المسلمين
وإذا كان اليوم هدف الحوثي على حدود جغرافية بعينها فإنه سيكون غداً لا حدود لمشروعه ولن يكون سقفه إلا القضاء على الجمهورية وإعادة حكم أجداده الحكم الإمامي .والسلام.
عمر أحمد عبدالله
لا تخافوا..هدف الحوثي إعادة الحكم الإمامي فقط! 1872