أقول إنه من خلال النظام الأساسي واللوائح والهيكلة والممارسة الكلية وليست الفردية للأعضاء، والمناهج التي تدرس، والخطط التي تمارس وتنفذ هو حركة اجتماعية وسياسية ودعوية وتربوية، يقدم فهماً معاصراً للإسلام وبشكل ممارسة عملية عصرية استوعبت المتغيرات الداخلية والدولية، مع الحفاظ على الأصول الإسلامية، وأول ميزة للإصلاح هي التخلص من الفهوم الجامدة الفكرية التي تصطدم مع المتغيرات الحياتية ولا تواكبها، وهذه الخصيصة جعلت من الإصلاح حقلاً ثرياً وخصباً للنقاش والتفاعل مع الجميع، وقبول الرأي الآخر من أفراده، ويمارس النقد المنظم داخله، ويستفيد من الجميع، وهذا أدى إلى إلغاء نظرية المؤامرة التي أصبحت وما زالت شماعة تعلق عليها معظم قيادات الحركة القومية والإسلامية أخطاءهم، وقصورهم بالرغم من وجود تآمر على العرب وعلى المسلمين، ولكن ليس بالطريقة التي يتصورها هؤلاء، كون الآخر لا يستطيع أن ينفذ مؤامرته إلا بمبررات يقدمها هؤلاء،
وأما إذا كان هناك خططاً ومراجعات ونقد، وفهم للمؤامرات ووضع خطط لتجاوزها, فهذا يساعد علي تجنب الضربات، والبعض قد يقول إن المشاركة السياسية للإصلاح أسهمت في اعتدالهم، والحقيقة غير ذلك, كون المشاركة السياسية استراتيجية لدى الإصلاح، والعلاقة بين مراكز اتخاذ القرار في التنظيم والتراتيبية التنظيمية سلوك يمارس في الإصلاح، وليس نتاج تحول فكري طرأ عليه، ولكنه منهاج ثابت..
وإضافة إلى ما سبق فإنه في الإصلاح لا يوجد احتكار الحقيقة، ولا يوجد فرض نمط معياري واحد للحكم على الآخرين، والموجود في الإصلاح قبول التعددية داخلهم وخارجهم، واحترام الحريات، وتقبلهم للمواطنة المتساوية، والتزامهم بكل قيم ومبادئ الحداثة والديمقراطية، وكل هذا شكل مادة صلبة للتنظيم, جعلته عصياً على الاختراق بشكل عام وعصياً على التقسيم والتجنح، وكذلك وجود حيوية وخصوبة في الإصلاح تتمثل في وجود اختلاف التنوع ممثلا بجيل دعوي تربوي تقليدي (جيل الشيوخ)، وجيل الواقعيين المحافظين وهذا يمثل القيادات الأكثر تسيساً، وجيل الشباب الوسيط وهم شباب الثورة..
هل فهمت يا صديقي من هو الإصلاح كتنظيم لا كأفراد أو شيوخ أو قبائل؟..
والله الموفق
محمد سيف عبدالله
عن الإصلاح وملامحه 1338