الذوق العام أفسد, والقيم أفسدت, والولاء الوطني أفسد، العلاقات الإنسانية أفسدت، كل شيء في وطني استهدف بالفساد والإفساد، ولن يصلح حالنا إلا بمجاهدة أنفسنا ومحاولة أن نصبح قدوة فاضلة وصادقة لمن حولنا، وهذا يتطلب منا الصدق مع الله أولا ثم مع أنفسنا، نختار أطيب العبارات والجمل في التخاطب مع بعضنا ومع الآخرين على أن نطبق هذه الأقوال سلوكاً في واقعنا, لأن تأثير السلوك أبلغ من تأثير الكلام، ونصبر على الأذى من الآخرين،، اقتداء بخير الخلق محمد- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- فأدعو نفسي وأدعو كل الأحبة أن تكون خطاباتنا مع بعضنا ومنشوراتنا على الفيس بوك وكتاباتنا في كل الوسائل, هادفة وفق رؤى ثاقبة واستشعار منا بمسئولياتنا نحو مجتمعنا ولا نتعجل التغيير حتى لا نحبط إذا لم نلمس التغير فيمن حولنا إلى الأفضل، لأن السلوك لا يتغير بين يوم وليلة ولكن يحتاج إلى صبر ومصابرة وإلى أن نكون قدوة في واقع الحياة..
فأزمتنا اليوم أزمة أخلاق وقيم وعلينا العمل على استعادة قيمنا الفاضلة وأخلاقنا النبيلة، فلنقتدِ بالمصطفى- عليه السلام- القائل "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وبدون القيم والأخلاق فإننا سنظل في خطر عظيم"، ولله در القائل:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
فالتقطع وقطع السبيل دليل فساد القيم، والاعتداء على النفس- التي حرم الله- دليل فساد الدين والقيم والأخلاق، وضرب أبراج الكهرباء وأنابيب النفط لا يمكن أن تصدر ممن يتمتعون بقيم فاضلة ولكنه الانحطاط الأخلاقي في أوضح صوره والإفلاس الذي ما بعده إفلاس، وإساءة الجار لجاره فساد في الأخلاق، وصدق القائل:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ... فأقم عليهم مأتماً وعويلاً.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
*
عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
فساد الذوق العام 1625