ـ عندما أخرُج من منزلي في الصباح الباكر أجد عدداً كبيراً من الأشخاص المعاقين عقلياً منتشرين في الشوارع والمساجد وبعض الطرقات سرعان ما أشعر بالتذمر، فمنهم من يعيش بمفرده لعدم وجود قريب له أو عائلة ويسبب خطراً على نفسه وعلى المواطن؛ لعدم وعيه بما يقوم به فتجده تارةً يعبر الشارع دون اكتراث ما سيحدث وتارةً يسبب خوفاً؛ لأنه يعتبر من الذين رُفع عنهم القلم .
منظمات المجتمع المدني بدورها لا تستطيع أن تفعل شيئاً حيال هذه المشكلة التي يعاني منها المجتمع فهي تدرك أن المجانين المعاقين عقلياً يسببون مشاكل للمواطنين لكنها تعجز عن ملاحقتهم ليس خوفاً وإنما في الأول والأخير ستقول:
نحن لسنا ضد المجانين لكننا إلى الآن لم نستطع أن نضبط الذين يطلقون الرصاص ويرتكبون الجرائم! ونحن بدورنا نقول هل الذين قاموا بارتكاب الجرائم ضد الإنسانية عقلاء أم مجانين؟ فإن كانوا عقلاء عليكم الوقوف أمام أعمالهم التي لا ترضينا جميعاً, وإن كانوا غير ذلك سوف نقرأ فاتحة الكتاب على أرواحنا.
نحن أيضاً نعاني من جنون العظمة في مجتمعنا كثيراً وجنون العظمة هو: الشخص الذي يتحدث وكأنه هو من يحكم العالم ويستطيع أن يعمل المستحيل أي أنه: يبالغ في وصف شخصيته ويتباهى بنفسه أمام الناس بخلاف الواقع, وهذ يعدُّ شعوراً مرَضِياً ومنتشراً بشكل أكبر بين أوساط الناس وكما يقول بعض الأطباء النفسيين بأنه مرضٌ اجتماعي وهو الغرور بالنفس والعلو والتكبر.
سئمنا من المجانين عقلياً وسياسياً وكروياً واجتماعياً و يا ليت أن يكونوا هؤلاء مجانين بحب الوطن كقيس بن الملوح المجنون بليلى في العشق والغزل.
ما نزال يا أخي نحمل همومنا الثقيلة والجراح في مجتمعنا لكننا سنظل صابرين حتى يفرّج الله أمراً كان مفعولاً، ويخارجنا من كل المجانين في الوطن لنعيش تحت مضلة الأمن والطمأنينة والأمان.
خليف بجاش الخليدي
يا الله تخارجنا من المجانين! 1606