فبراير همسة حبيب.. انطلاقة طفل.. حرية إنسان.. كرامة شعب.. وشجاعة أب.. وصبر أم.. وطموح أخ.
فبراير عيداً وطنياً لكل يمني في ربوع السعيدة.. إلى كل شهيد واراه الثرى.. إنا على دربكم درب ثورة مواصلين إلى كل جريح طالته يد الطغيان واخترقت جسده رصاص المخلوع معكم وبكم سنضمد جراح وطن جعل منه الفاسدين لا برداً ولا سلاماً.. إلى شباب الثورة المعتقلين خلف القضبان ..إلى المخفيين قسراً من شباب الثورة .. أنتم قصة نضال يحكيها الجميع في كل الأماكن.
أيها الثوار أيها الأحرار.. حينما قررتم فك لغز الدولة.. حينما خرجتم بثورتكم.. كان هناك شرذمة هامشية، تستهين بالرأي الحر وبحقوق الإنسان.. أعلنت حربها على كل من يخالفها الفكر والرأي.. وتدين كل من لا يشاركها وجهة نظرها وتمسه في عرضه وشرفه.. وربما وصلت إلى التصفية الجسدية.. لم يتردد هؤلاء أن يقوموا بتكذيب ما قالوه بالأمس!!رغم كل هذا من اتجاه معاكس للثورة!! كانت ثور فبراير!! فلو وصلت المصائب إلى أضعاف ماهي عليه حياً.. لو أحاط الأنين من كل جانب.. لو بلغ الصراخ عنان السماء.. حتى لو تحولت المآسي حمم بركانية متدفقة نحو القلوب ..ولو تلوت الأمة بأجمعها من الألم واليأس.. ورسمت السيوف أقواساً فوق الرؤوس الثائرة والمفكرة.. لو غطى اليأس الأسود أفضل القلوب وأطهرها.. ولو طغت القوة وتجبرت.. ولو طغت القوة وتجبرت.. وكشرت القوى الظالمة عن أنيابها.. وانزوى الضعيف في صمت.. لو حدث كل هذا ما كان علينا إلا أن نستمر في ثورتنا.. وفي موقفنا نعطيه حقه في الثبات.. دون أن نغير سلوكنا قيد شعره.. نقف في موضعنا لنكون موضع أمل ومنيع قوة.. يلجأ إليه الجميع.
أيها الثوار أيها الأحرار.. يتسأل الكثير بل يرقبون يأسكم!!لماذا ولماذا.....؟نقول لهم لقد أعتاد الذين وهبوا ونذروا أنفسهم لسلوك طريق السعداء في الماضي والحاضر ألا يطالهم اليأس والقنوط.. وألا يهتزوا ولا تأخذهم الحدة والغضب.. فالذين برزوا في تأريخنا المجيد من أمثال أبو الأحرار/ محمد محمود الزبيري برزوا لأنهم ساروا بكل عزم وإيمان ولم يسقطوا في وديان اليأس والقنوط.. ولم يضطربوا لم تهتز منهم شعره.. لأنهم لا يمثلون الأمس فقط ولا اليوم ولا الغد.. بل هم موقع يسري كلامه إلى الأزمنة جميعاً فهم أصاحب "الوقت" وابن "الزمان".
أحمد الضحياني
فبراير...! 1199