من ينظر لليمن يجد أن جماعة الحوثي استغلت ثورة الشعب المقهور ليصبح هو والحراك الجنوبي المستفيدين مبكراً من ثورة شعب سقط خلالها ألاف الشهداء والجرحى والمعاقين، وبالتالي فإن الحوثي يلتهم ثورة الشعب اليمني، من خلال استغلاله عملية التسوية السياسية وفترة الحوار.
ومن الملاحظ أن هنالك صراع كبير يدور حول توجيه الحراك العربي والسيطرة عليه وتوظيفه لصالح هذا الطرف أو ذاك سواء على المستوى المحلي حيث مكان الحدث أو على المستوى الإقليمي..
نشير هنا إلى أن ما يشهده العالم العربي هو معضلة حقيقية تتجلى في فبركة الثورات وتضليل الشعوب التواقة للحرية والانعتاق من الدكتاتورية والتبعية من خلال عملية إسقاط نظام واستبداله بنظام أكثر تبعية وانبطاح ..
ومن المفروض أن تكون الشعوب حاضنة الثورة وهذا ما يعني غياب التلاحم والتلازم بين النضال الشعبي الوطني والنضال الاجتماعي في إطار معركة التحرر من النظام والتبعية في آن واحد..
إن ما يجري في أحداث العالم العربي اليوم هو محاولة تكييف الشعوب مع حالة تبعية قادمة أسوأ من سابقتها من خلال محاولة خلق أنظمة عربية رجعية وليس إيجاد أنظمة عربية وطنية وديموقراطية كبديلة لأنظمة الدكتاتورية الحاكمة..
ندرك أن إسقاط الأنظمة الحاكمة واستبدالها بأنظمة ديموقراطية تلبي طلبات وطموحات الشعوب كانت هدف رئيسي لثورات " الربيع العربي" وأهم الأسباب التي دعت لهذه الثورات، ولهذا فإن أحداث التغيير المطلوب في اتجاه مفهوم شامل يختزل إنجازات يجب أن يلمسها الشعب أو يلحظ أن عجلة التغيير تسير نحو الأفضل.
إيمان سهيل
الحوثي يلتهم ثورة شعب! 1214