يعرف جميع اليمنيين وأصدقائهم الدوليين أن الاختبار الحقيقي لعملية الانتقال السياسي في اليمن ستكون بتحسن حياة معظم اليمنيين. وهذا التقدم لن يحدث بين عشية وضحاها: فهناك حاجة إلى إصلاحات هيكلية كبيرة ومطلوب معالجة الفساد قبل أن تكون هناك تحسينات حقيقية.
إن الحياة في اليمن صعبة: في عام 2005، 18 بالمائة من الشعب كانوا يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم، وإذا كان الوضع اليوم هو نفسه تقريبا (وعلى الأرجح إنه أسوأ)، فإن العدد سيكون حوالي خمسة ملايين نسمة.
معظم الرجال تحصلوا على أكثر من ست سنوات أو أقل من التعليم الرسمي ومعظم النساء لديهن سنتين أو أقل من التعليم المدرسي. أكثر من عشرة ملايين شخص لا يستطيعوا الحصول على المياه الصالحة للشرب وأكثر من 12 مليون ليس لديهم مرافق الصرف الصحي المناسبة.
وما يجعل الوضع أكثر سوءا هي الصراعات المختلفة في اليمن والتي أجبرت أكثر من 500000 شخص على مغادرة منازلهم. إن الاقتصاد الضعيف يعني أن كثير من الناس لا يستطيعوا إيجاد فرص عمل.
وفي مواجهة هذه التحديات، أنا فخورة بأن المملكة المتحدة هي في طليعة من يبذلون الجهود الرامية إلى تحسين حياة الناس في اليمن، عبر وزارة التنمية الدولية. على مدى ثلاث سنوات أنفقنا في اليمن 196 مليون جنية استرليني أي ما يعادل أكثر من 320 مليون دولار. إننا نعمل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين الآخرين لتشجيعهم على استثمار المزيد من الأموال في مستقبل اليمن وأن يستثمروا بحِكمة. والأكثر أهمية من كمية الأموال التي ننفقها هي النتائج التي نحققها.
كنتيجة مباشرة للتمويل البريطاني، تم تسجيل 33000 طفل إضافي في المدارس من عام 2011 إلى 2013. وتم فحص أكثر من 680000 امرأة وطفل في حالات سوء التغذية من سبتمبر 2012 حتى ديسمبر 2013. وتلقى 60000 شخص مبالغ نقدية لمساعدتهم على الحياة في عام 2013. وتم تمكين أكثر من 96000 من الحصول على مياه شرب نظيفة في عام 2013. في عام 2012، خلق الدعم البريطاني بشكل غير مباشر أكثر من 4500 فرصة عمل. ومشاريعنا موزعة على المحافظات في أنحاء اليمن.
بالتأكيد إن قائمة بمثل هذه الأرقام مثيرة للإعجاب، لكن في الواقع إن قيمة عملنا ظهرت لي مؤخرا عندما التقيت بالناس الذين تغيرت حياتهم بسبب المشاريع التي تمولها المملكة المتحدة والتي يسلمها الصندوق الاجتماعي للتنمية.
في محافظة صنعاء التقيت بالقرويين الذين اخبروني إنه منذ أن بنى الصندوق الاجتماعي للتنمية سدا، انخفض عدد الأطفال الذين يمرضون بسبب شرب المياه غير النظيفة وقد اصبح المزارعون قادرين على التحول إلى زراعة المحاصيل النقدية مثل البن والبطاطا والذرة.
وسمعت إن الطريق التي يشقها الصندوق الاجتماعي للتنمية ستربط قريتهم بالفرص الاقتصادية وتخفض زمن السفر إلى أقرب عيادة من ست ساعات إلى ثلاث ساعات.
وفي قرية كومل بمحافظة الحديدة، رأيت كيف أن أنابيب المياه التي شيدها الصندوق الاجتماعي للتنمية توصل المياه مباشرة إلى الآلاف في القرية، مما يعني أن فتيات القرية أصبحن قادرات على الذهاب إلى المدارس بدلا من جلب المياه.
إن الصندوق الاجتماعي للتنمية يسلم مثل هذه المشاريع في جميع أنحاء البلاد، مما يجعل الناس يلمسون هذه التحسينات في حياتهم. هذه المشاريع لها الأثر الكبير لأن القرويين هم الذين يحددون نوعها بأنفسهم ويساعدون في تنفيذها وبسبب خبرة وتفاني والتزام موظفي الصندوق الاجتماعي للتنمية.
إن هذا هو التزام اليمنيين بتحسين حياتهم وحياة مواطنيهم، وهذا يعطيني أمل حقيقي بالمستقبل.
الحكومة البريطانية ستواصل المساعدة في تحسين حياة الناس في اليمن بكل وسيلة ممكنة. وطموحنا في نهاية المطاف هو العمل بأنفسنا بعيدا عن أي وظيفة.
بعبارة أخرى، سنواصل مساعدة اليمن لبناء مستقبل آمن ومزدهر من خلاله لن تكون اليمن بحاجة إلى أي معونة أو مساعدة إنمائية من بلدان أخرى.
والوصول إلى ذلك اليوم أمامه طريق طويل: لكنه سيأتي من أجل أطفال اليمن، إذا آبائهم اختاروا اليوم الخيارات الصحيحة.
* السفيرة البريطانية
من صفحتها على الفيس بوك
*
ترجمة/ أخبار اليوم
جين ماريوت
التقدم سيكون مسئولية شخصية 1310