حدث لغط كبير بين الدعاة والعلماء حول المخرجات, فمنهم من رآها نوراً على نور، ومنهم من رآها ظلاماً على ظلام، وهذا ليس من العدل في القول الذي أمرنا الله به "وإذا قلتم فاعدلوا".. ومخالف للقاعدة الشرعية التي تقول "لا يوجد شر محض وﻻ خير محض", فالمخرجات فيها من الخير وفيها من الشر بنسب مختلفة..
ومن هنا نقول- وبالله التوفيق- أيها الداعية، وأيها المحب لدينه، ويامن فيك بذرة الغيرة على دين الله، تجرد للحق ولا تتخندق للرأي والهوى، وأحسن الظن بقرنائك الذين يسيرون في نفس مركبك, ثم إذا صارعت بالحق أمام الباطل فأمامك أمران:ـ
بيان ما يجب (ما أراده الله ورسوله)
وفعل ما يمكن (تنزيل ما يجب على الواقع)
فإن بذلت استطاعتك ولم تبلغ مراد الله ورسوله, فقد أعذرت ولا إنكار عليك, ولكن ﻻ تقل "هذا مراد الله ورسوله" وقل هذا ما أمكن فعله, ولا تزين ماليس من شرع الله, فإن تزيينك له يعيق تغييره مستقبلاً, ويكسبك إثما, واعقد بنيتك عدم الرضى حتى تنال أجراً..
وبهذا نخرج من أزمة النصوص, التي وردت في المخرجات, ونكون جميعاً- ومعنا كل المصلحين- في موكب واحد لتلافيها عند صياغة الدستور ونفوت الفرصة على من يصطاد في الماء العكر ليشق عصانا ويفرح لفرقتنا..
والله نسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
محمد بن ناصر الحزمي
الخروج من المحرجات..في المخرجات 1263