عجز الأنظمة العربية عن صياغة استجابة واعية وملائمة للتغيير ولروح العصر الذي تعيشه، أزمة كبرى تواجه دول العالم العربي.
إن جميع الشعوب العربية كباقي شعوب العالم مستقبلها مرتبط بالشباب في كسب رهانات المستقبل لكن الأنظمة العربية تبدو وكأنها لا تدرك بان الشباب هم العنصر الأساسي في أي تحول تنموي ديمقراطي، سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي، فهم الشريحة الأكثر حيوية وتأثيراً في أي مجتمع قوي تمثل المشاركة السياسية فيه جوهر التكوين.
لهذا كان لابد للشعوب العربية أن تنسف تلك الأنظمة العاجزة من جذورها فطالما وزحت الشعوب لعقود متواصلة تحت أنظمة ديكتاتورية فاشية وجب عليها أن تثور، لإسقاط الدكتاتورية العربية.
إن الاستبداد السياسي، وسوء توزيع الثروات، وانتشار الفقر والبطالة، وانعدام الطبقة المتوسطة، واتساع الهوة الفاصلة بين طبقات المجتمع.. تراكمات كفيلة باندلاع ثورة عارمة.
لعل الرضاء الشعبي عن تهاون وتقاعس السلطات يصب في مصلحة طغاة السلطة والملتفين حولها، تهدد الأوطان بآفة فساد تدفعه إلى اتساع كارثي للفجوة بين المواطن والمتنفذين.
ينبغي على الشعوب العربية أن تناضل وألا ترضى بديلا عن التغيير السياسي الكامل، الذي يقود إلى حياة سياسية ديمقراطية، قائمة على تداول حقيقي للسلطة، وفك الحصار الكامل عن حقوق وحريات الشعب، ومحاسبة صارمة للفاسدين والمفسدين.
إيمان سهيل
الهوة الكارثية بين المواطن والمتنفذين 1146