تبرع المرأة يوماً بعد يوم في مختلف ميادين الحياة العملية, ويتبع هذا ارتقاء كبير إلى مستويات مختلفة من وظائف حكومية داخل الوطن وخارجه, بالإضافة إلى ثقة ممنوحة بسخاء ضمن إطارها الوظيفي أياً كان نوعه وحجمه.
لكنها وعلى مستوى الحياة الشخصية وضمن محيطها الأسري لا زالت تعاني تراجعاً كبيراً على مستوى الثقة والتقدير اللازمين لمنحها الاستقرار النفسي والعاطفي بشكلٍ خاص, هذا التراجع له أسبابه الخاصة بالتنشئة الأسرية التي غالباً ما تضع الطموح في كفة الرجل وكأن المرأة لا تستطيع أن تكون ما تريد.
عادات وتقاليد المجتمع أيضاً لها دورها في بناء هذا الجدار التربوي الذي تتحطم عليه الكثير من أحلام وطموحات المرأة المتعلمة وغير المتعلمة على السواء, وبعد هذا يأتي دور أصحاب القرار الإداري والسياسي الذين يؤمنون بالإنجازات الذكورية ويتغافلون عن عطاء المرأة الذي على الأقل غالباً ما يكون بلا مقابل, نون النسوة تثير حمية البعض ولكنها تثير أيضاً حساسية آخرين لأن هذه النون تشكل حجر عثرة أمام البعض من أصحاب الفتور والخذلان والعزيمة القاصرة.
اليوم أصبحت المرأة بحاجة إلى دعم حقيقي لتثبت جدارتها في صناعة القرار المجتمعي والتربوي أو حتى السياسي كما يرى البعض بالرغم من نظرتي الخاصة للمرأة في مجال السياسة, هي بحاجة أيضاً لفرصة تاريخية تستطيع من خلالها العبور إلى واقع المرأة قبل وبعد (الثورة ـ الأزمة ـ الفتنة) التي مر بها الوطن لتستفيد من مسوغات العمل ضمن الحدث الراهن وما يمكن أن يكون عليه وضعها غداً بين نساء القرن الواحد والعشرين.
من ناحية أخرى لا يمكن الحكم على هذا النصف الناعم بالتخاذل أو التقصير في المجال الوظيفي أو الاجتماعي وهو لا يحصل على ذات المقومات الممنوحة لنصف المجتمع من الذكور خاصة فيما يتعلق بمساحة صنع القرار ونوع وحجم المهام الموكلة, وهذا يجعل مسألة المقارنة في نوع النتيجة المعلنة باستمرار أمراً لا عدالة فيه.
ومن ناحية أخرى يجب الحذر من بعض (الشطحات) أو (المجازفات) التي تقودها بعض النساء في مجالات أو فرص سياسية أو اجتماعية أو ثقافية معينة, لأنها تجعل من المستحيل وجود الـ (قدوة) النسائية الحكيمة لنبات الجيل وهذا بدوره يعرقل قدرات العطاء الحقيقي لدى من هن قادرات عليه وبالمقابل تصبح الساحة خالية لمن هن أقل كفاءة لكنهم أفضل حظاً في الحصول على الدعم السياسي الذي تكلفه الأحزاب وتتغنى به خلف أستار المصلحة الوطنية العليا.
لكن هذا لا يمنع أيضاً من وجود النموذج الذي يتحدث لغة الإرادة الفذة والعزيمة القاهرة في مجتمع قل ما يعترف بالمرأة ككيان إنساني مستقل يملك الفكرة الكاملة كما يملك الرجل الأداة الكاملة!.
ألطاف الأهدل
نون النسوة(و) واو الجماعة 1472