قد تشكل بعض الثورات انتكاسة للمسار الديمقراطي والتنموي إذا ما تم الالتفاف عليها وسيطرت عليها قوى تريد تفصيل أنظمة على مقاسها وبما يرضي رغباتها..
يقول الخبراء والمحللون: أن لا علاقة مباشرة وحتمية بين الثورة والديمقراطية أو بين الثورة والرخاء الاقتصادي، فالثورة قد توفر أرضية مناسبة لتحقيقهما لاحقاً، ولكن الديمقراطية والرخاء قد يتحققا بدون الثورة..
لقد أوجدت نظام العسكر أنظمة بوليسية تقوم على سحق المواطن والدفع به باتجاه الخوف والاغتراب والانكفاء، والهروب من الوطن، والسجن ... الخ. ولم تقدم في الوقت ذاته إنجازات على الصعيد القومي.
في ظل الربيع العربي الذي هبت رياحه على المنطقة العربية في مطلع العام 2011 يمكن القول أن الجماهير العربية قد قامت بما هو مناط بها وهو التخلص من عقدة الخوف التي عاشتها تحت الأنظمة العسكرية لأكثر من نصف قرن.
كان التحرك والانتقال من حالة السكون إلى الفعل، من حالة الخنوع إلى التمرد يشكل ظاهرة إيجابية...
في العديد من الدول مثل تونس وليبيا ومصر، استطاعت الجماهير من مختلف الشرائح إسقاط مؤسسة الرئاسة، لكنها توصلت إلى تقاسم للسلطة كما حدث في اليمن.
وهذا يعني أن الشعوب قد قامت بما هو مناط بها، وهو الخروج للشارع وبدأ عملية الهدم للأنظمة القائمة، لكن عملية التغيير لا تكون فقط بإسقاط القائم فقط، بل يكون بإسقاط القائم وما يدور في فلكه من حاشية ومؤسسات وأجهزة قمعية، أي أن عملية الهدم يجب أن تستمر ضمن إطار منهجي ووفق خارطة طريق وطنية.
وينبغي أن ننبه هنا أن الجماهير التي قامت بالثورة أو كانت وقودها وأداتها لإسقاط أنظمة مستبدة هي نفسها التي أضفت الشرعية بعد الثورة على حكم العسكر وصنعت مستعبدها الجديد وحملته على الأعناق.
إيمان سهيل
حراك يصنع مستبد ويحمله على الأعناق 1260