لقد انتشرت كلمة السيد في مجتمعاتنا وحصرها البعض فيمن ينتسب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وهذا مرفوض من عدة أوجه

أوﻻ: لأنه سيشكل طعنا فيهم

لقول الله عز وجل " وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا *رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا"

وهذا دليل على أنه قد يكون السيد من ساد الناس بضلاله..

ثانيا :هذا الحصر مخالف للغة والتاريخ والواقع والقرآن فكلمة سيد تعني من ساد وفرض هيبته واحترامه أو فرض سلطانه

وقد ربما فرض سيطرته، كما يقال "وقد كان الفريق الفلاني سيد الملعب" أو فلان سيد الموقف، وقد يكون السيد هو رب البيت، كما قال تعإلى" وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَاب"ِ, وقد يكون السيد لفظ يطلق على الرجل المحترم كما يقال "السيد علي و.." والسيدة خديجة و..."

ولذلك كثير من الناس إكراماً للحاضرين يبدأ خطابه بقوله "أيها السادة والسيدات"

وقيل قديماً لرجل :"بما سادكم الأحنف، فو الله ما كان بأكبركم سنًا ولا بأكثركم مالاً؟، قال : بقوة سلطانه على لسانه" أي بحلمه، وكان محمد بن عمير المقنع من سادة كندة سادهم بكثرة إنفاقه على فقرائهم وكثير من الخصال التي لخصها حين أنشد قائلاً بعد ما عاتبه البعض على كثرة إنفاقه :

 وإن الذي بيني وبين بنـي أبـي

وبين بني عمـي لمختلـف جـدا

فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهـم

وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم

..وإن هووا غيي هويت لهم رشدا

ولا أحمل الحقـد القديـم عليهـم

..وليس يسود القوم من يحمل الحقدا

انظر كيف سادهم بكثرة الانفاق وتوفير لحومهم ودلالتهم على الصلاح، وعدم الحقد عليهم..

هذا وقد أطلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقب السيد على سيدنا الحسن والحسين رضي الله عنهما عندما قال " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " أي أنهما سيدا الشباب الذين يتصفون بعمل أهل الجنة.

وأطلق أيضاً "سيد " على الحسن أبن علي رضي الله عنهما عندما قال" ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين" انظروا بماذا ساد بالإصلاح بين المسلمين وفعلا حدث ما حدث بعد ما قتل علي أبن أبي طالب رضي الله عنه وانتقلت الخلافة إلى الحسن رضي الله عنه وفريق من المسلمين بايعوا معاوية ولما نظر الحسن إلى انه ستحدث فتنة بين المسلمين تنازل بالخلافة لمعاوية وأصلح بين الفئتين وحقن دماء المسلمين، بتنازله عن حقه لأنه أولى بالخلافة من معاوية وبهذا ساد واطلق عليه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقب "سيد".

 ومن هنا يتضح منهم السادة ويتضح أن كلمة "سيد" ليست محصورة بآل بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم الهاشميون وﻻ شك أن محبة وإكرام آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كل المسلمين قربة إلى الله تعالى.

والله نسأل أن يهدنا إلى الصراط المستقيم.