يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا
إنه يوم 11 فبراير فيه أشرقت شمس الحرية, وتنسّم عبيرها كل مواطن يمني عندما خلع عنه عباءة الخوف والذعر من الحاكم وصرخوا كالهدير الغاضب (إرحل).
يوم احتشد فيه جميع المواطنين باختلاف أطيافهم وتوجهاتهم شارك فيه المثقف والأكاديمي والفلاح البسيط والشاب والشيخ والرجل والمرأة والطفولة الثائرة.
لقد أعلنها الثوار مدوية أنه لم يعد اليوم مجالاً للصبر على طاغية,,, لم يعد متاحاً اللعب بالأوراق,,, لن نقبل أن يراوغنا على عيشنا أحد أو أن يسرق أحلامنا ويذهب بخيرات بلادنا ويركعنا عبيداً له.
يوم 11 فبراير.. يوم إعلان من هذا الشعب العظيم أن صبره له حدود وأن هذا الشعب المسالم الذي صبر طويلاً بنفس هذه السلمية اقتلع جذور الظلم والطغيان.
يوم 11 فبراير.. المنطلق لبناء اليمن الجديد وإرساء معالم الدولة المدنية الحديثة التي يتساوى فيها الجميع أمام القانون وينعمون فيها بخيرات بلادهم.
يوم 11 فبراير.. أرسى ثقافة التغيير في هذا المجتمع فقد رافقه تغيير فكري وسياسي, وتغيير مجتمعي وصنع منعطفاً جديداً وهاماً في تاريخ هذا الوطن.
وفي كل عام تأتي هذه الذكرى لتمثل رسالة ذكرى, رسالة للثوار تملأ عزيمتهم قوة وثباتاً على المضي قدماً لاستكمال ما بدأوه.
ليذكرهم بتلك الدماء الزكية وأنين الجرحى وتلك التضحيات الجسيمة؛ لتكون حجة عليهم ليكملوا المشوار بعدهم ويحققوا ذلك الشعار الذي لطالما رددوه في الثورة.
( يا شهيد نم وارتاح... ..واحنا نواصل الكفاح )
فهو رسالة تذكير لكل ثائر لمواصلة الكفاح وعدم اليأس أو الفتور أو التقاعس والمضي لاستكمال أهداف الثورة.
ورسالة على ساسة الدولة ممثلة في رئيس الدولة والحكومة، إننا نرقب ما تصنعون ولن نسمح لمن تسول له نفسه باللعب بمقدرات الدولة أو استغفال شعبنا فنحن له بالمرصاد.
ورسالة تحذير.. إلى بقايا النظام السابق وكل من فكر أو يفكر بمساندتهم للإنقلاب على إرادة الشعب في هذا اليوم تصلهم هذه الرسالة التي مفادها: أن ثورتنا مستمرة ولن يسرقها منا أحد ولن تجدوا فرصة لإثارة إي ثورة مضادة؛ لأن هذه الثورة التي شارك فيها كل أطياف الشعب قد وعى جيداً مسؤولياته ويعلم ألاعيبكم الخسيسة وسيعمل على ملاحقتكم حتى تنالوا جزاءكم الذي تستحقونه.
فكم أنت عظيم يا 11 فبراير
وحفظك الله يا وطني حراً, شامخاً.. من كل شر وفتنة.
رضية البعداني
يوم من الدهر.. 1521