هجده التي كنت أسمع منها إمام الجامع يتهجد متضرعاً إلى ربه في ليلةٍ من الليالي الرمضانية في العام المنصرم وهو يدعوا ربه باكياً بقوله :
( اللهم إنّا نستغيث بك فأغثنا و أصلح أحوالنا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ) ويكررها ثلاثاً فظننت بأن هذا الشيخ أمطر دموعه وهو خاشعاً بقربه من ربه وأن هذه الحياة الدنيا زائلة لا محاله وكأنه يرسل رسالة عاجلة بدعائه بأن المعيشة ضنكا وأن المصائب تتكالب علينا، ومن أهم المعضلات التي تمر بنا هو عدم الاستقرار وتدهور الاقتصاد وانعدام التيار الكهربائي في بعض المناطق اليمنية وبالأخص أرياف اليمن التي تعتبر هي المنبع لكل مواطن ولا يمكن أن يتخلى عنها أي فرد يعيش في هذا البلد، ودائماً إيماننا بالله عميق وندرك بأن بعد الكَرب يأتي الفرَج وبعد العسر دائماً يُسراً.
ما أجمل أن نسابق الرياح للوصول إلى نقطة الوصال بعد طول الغياب الذي أستمر لعقود من الزمن!!
هجده المنطقة البائسة وبالأصح المدينة التي نساها الزمن ولم ينساها التاريخ في محافظة تعز مديرية مقبنة تتذوق نكهة خاصة بالفرح والابتهاج بعد وصول التيار الكهربائي مؤخراً بجهود حثيثة وجبّارة قام بها المشايخ والأعيان وكبار الشخصيات الاجتماعية والشباب في المنطقة وقد نجحوا بإيصال التيار الكهربائي وتمكنوا من تخطي جميع العقبات والعوائق المتعلقة في هذا الجانب.
ما أصعب الانتظار وما أقساه ونحن نعيش بين الأحلام وبين سطور الأقلام ولكن يبقى لدينا الأمل هو سيد الموقف وثقتنا بربنا كبيرة ومتينة ثم بالشرفاء المخلصين الذين يعملون لخدمة المجتمع مهما بلغ بالوطن من آلام وجروح منذ العصر الحجري إلى عصرنا هذا الممتلئ بالعنف والتحدي.. فسلامٌ عليك أيها الرجل المخلص لوطنك ولمجتمعك ولمن يعيش حولك وخير الناس أنفعهم للناس في القول والعمل وكما يُقال أيضاً ليست الألقاب هي التي تكسب المجد بل الناس هم من يكسبون الألقاب مجدداً..
نعلم بأنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ولكن أبناء مديرية مقبنة أدركوا بأن التيار الكهربائي لِزاماً عليهم فجمعوا له أملاً شامخاً يعلو فوق جبال حِمير والأخلود وشمِير وقد تحققت الأحلام مؤخراً بعد المعاناة الطويلة وخصوصاً منطقة هجده البائسة التي تعيش اليوم فرحتين فرحةً عند وصول التيار الكهربائي وفرحة لإعادة بناء مدرسة الشهيد محمد حمره ( النور سابقاً )..
ما تزال هناك أحلام على قائمة الانتظار لا يعلم المواطن اليمني متى سيكون تحققيها في الوطن من أقصاه إلى أقصاه وهي أحلام ننتظرها ولا تنتظرنا لكننا سنكون على موعد معها في الوقت القريب إن شاء الله تعالى والشكر لكل المخلصين الشرفاء في مديرية مقبنة وغيرها من المديريات اليمنية المختلفة,,, وحفظ الله الوطن.
خليف بجاش الخليدي
هجده..بين أفراح الوليمة وبشارة العقيقة 1697