امتلاء قلوبنا بالحب للجميع ونشر ثقافة الحب؛ هو صلب عقيدتنا ، والعصاة اشد احتياجاً لهذا الحب من الملتزمين ديناً وخلقاً ، لأنه بالحب ممكن أن يهدى العصاة إلى جادة الصواب ويسلكون طريق الهداية بعد أن حادوا عنها ، والقول اللين يحتاجه الغافلون عن الله لعلهم يذكرونه " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى"، ويحتاج للرحمة كل الذين لا زالوا في بداية الطريق ليستقر الإيمان في قلوبهم" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك".
ولن يكون الداعية؛ داعية إلا عندما يصبر ويصابر ويحتمل الأذى ممن يدعوهم بكل حب ورضى ، ويكون حريصاً على هدايتهم وكلما ازدادوا سوءاً في معاملته ازداد حباً لهم وحرصاً على هدايتهم.. لا أن يكافئ الإحسان بالإحسان ، والإساءة بالبعد والهجران ، فنفوسنا مريضة وهي في امس الحاجة إلى أطباء ماهرين يعالجون أمراضها ويعيدوها إلى الله..
نحن والله قلوبنا فيها قسوة وانفسنا الأمّارة بالسوء تحدثنا بالعصيان وتحملنا عليه ، فقد انغمسنا في مشاغل الدنيا ونسينا الآخرة ، فما أحوجنا إلى الدعاة الرحماء الذين يُذكِّرونا بالله, بأخلاقهم وحنانهم وحبهم للجميع سلوكاً قبل الكلام, ويذبونا عن الوقوع في الجحيم بسبب سلوكنا غير السوي ويعيدونا إلى جادة الصواب ، ويتحملون أذانا وإساءاتنا لهم بسبب جهلنا ونسياننا.
اللهم اهدنا بهداك واغفر لنا زلاتنا وابعث لنا من يذكّرنا فيك ويسلك بنا الطريق القويم، وارضِ عنا وعن والدينا يا كريم.. اللهم آمين.
*عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
بالحُب نصل إلى الله 1547