الشيخ يحيى الراعي رئيس برلمان انتخب في 27أبريل 2003م ولفترة ست سنوات انتهت في أبريل 2009م, فتم التمديد له سنتين باتفاق سياسي بين الأحزاب في فبراير 2009م.. انتهت السنتان وزاد فوقها ثلاث والآن البرلمان عمره أحد عشر سنة – أكبر برلمان معمر في العالم - ومع ذلك هنالك من يستغفلنا ويستغبينا بالحديث عن مشروعية شعبية ودستورية بمقدورها نزع السلطة عن رئيس دولة تم انتخابه شعبياً وبما يشبه الاستفتاء في 21فبراير 2012م ولفترة عامين انتهت الجمعة الفائتة 2014م .
السؤال الملح : أيهما الأولى بالسقوط؛ البرلمان أم الرئاسة؟, الرئيس هادي أم الشيخ الراعي؟/ رئيس دولة انتهت مدته الجمعة الماضية, أم رئيس برلمان انتهت فترته قبل خمسة أعوام؟!..
جمعة صنعاء وجمعة عدن
جمعة صنعاء غير جمعة عدن، وساحة الستين غير ساحة العروض، وتظاهرة السبعين المؤيدة لمخرجات مؤتمر الحوار غير تظاهرة شارع مدرم الرافضة لمؤتمر الحوار ومقرراته.. في صنعاء: هنالك ثورات شبه يومية على الحكومة والرئاسة والفدرلة ومع كثرة المسميات المؤيدة أو المناهضة تم السماح لها للتعبير عن مطالبها وبكل حرية وانسيابية ودون عسكرة الشوارع وإنزال المجنزرات والمصفحات ودون حملات اعتقالات ومداهمات ودون رصاص ودخان ودم وقتل.
في عدن: هنالك ثورة شعبية وموسمية، وهناك ساحة واحدة وجمعة واحدة رافضة لمؤتمر الحوار ولفدرلة البلاد ومطالبتها الاستقلال واستعادة الدولة.. ومع ذلك تم إنزال قوات الجيش والأمن ومكافحة الشغب ليس لحماية الساحة وإنما لمنع المتظاهرين ولاعتقالهم وملاحقتهم في الشوارع والحارات ولترويع السكان وإشاعة في نفوسهم الخوف والهلع.
نعم ففي صنعاء يوجد فيها من يطالب بإسقاط الرئيس هادي، وهنالك من يحمل السلاح في وجه الدولة فضلاً عن قوى محاربة وبشراسة لكل العملية السياسية وبكل ما تعني من ثورة وتضحية واتفاق ووصاية دولية وحوار ومقررات تم التوافق والتوقيع عليها.. وبرغم كل ما حدث مازالت قوى العهد البائد تنافح باستماته كيما تبقى مصالحها ونفوذها وكي تفشل العملية الانتقالية وكي لا تقام الدولة الاتحادية وكي لا يعاد الاعتبار للتوحد .
السؤال : لماذا التظاهرات حلال في صنعاء وحرام في عدن؟؛ إذا ما كانت الإجابة بان تظاهرة عدن مطلبها تجزئة البلاد؛ فإن قمعها ومواجهتا بالقوة والترهيب والمنع والقتل لهو عذر أقبح من ذنب، إذ أن مثل هذا الفعل ليس له معنى غير تنمية التجزئة في نفوس ومشاعر وواقع الجنوبيين، وتجزئة البشر أخطر من تجزئة الجغرافيا.