أزدت شموخاً وعزة ورفعة وأنا استمع إلى حلقة على راديو سوى عن الشعوب المقهورة.. في البداية استمعت إلى كلام المحلل والكاتب/ أيمن سالم من مصر العربية.. وهو يسرد تلك الكلمات الحماسية على أن اليمن غير مؤهلة وغير مستحقة أن تحظى بكل هذ الاهتمام من قبل المجتمع الدولي, وقال: إن اليمن في الوقت الراهن دولة مسحوقة وفقيرة وقبلية وعشائرية ومستبدة ومسلحة وهزيلة.. لا تستحق أن تكون دولة اتحادية وبهذه السرعة وبهذا التحول.. لأن مثل هذه التحولات لا تستحقها ولا تطلبها إلا البلدان المتحضرة والمستقرة والغنية والمثقفة والمتعلمة والمحفوفة والمشهورة عالمياً.. طبعاً هذا كان كلام اخونا العربي المصري.. حينها تحدث المحلل الفرنسي مارتن.. حيث قال: أولاً.. احيي شعب اليمن العظيم.. واحيي كل رجاله ونسائه وشبابه الأحرار.. واحيي قيادته ممثلة بالرئيس/ عبده هادي.. هذا القائد الذي سيكتب عنة التاريخ اليمني والدولي الكثير..
ثانياً.. يا سيادة العبقري السياسي صديقي من مصر.. يجب أن تعلم أنت وكل من يستمع إلينا هذه اللحظة.. وكل من يحاول أن ينتقص أو يقلل من الشأن اليمني أو من الشعب اليمني العظيم.. يجب أن تعلموا جميعاً أن أهل اليمن هم من صدروا الحضارات إلى العالم.. وهم من صدروا العلوم والفتوحات والسياسة والشورى والقبيلة والكرم ونصرة المظلوم.. إلى كل البلدان..
وأنا استغرب من كلام الأستاذ/ سالم وبعض المشاركين الذين ربما اغلبهم كانوا ظالمين للشعب اليمني وللقضية اليمنية.. نعم ..لا ننكر أن اليمن بلد فقير ..لكنة غنياً برجاله وبشبابه وبنسائه الذين حكموا وقادوا الأمم.. نعم بلد عشواي في بنيته التحتية.. لكن منظم ومرتب ومحافظ على نسيجة وعاداته.. كنا في أوربا لا نعرف شيئاً عن اليمن.. لكن اليوم أصبح العالم كله يتحدث عن نضالاته وعن ثورته وعن طموحاته.. أصبحت اليوم العديد من المنظمات في فرنسا وفي بعض البلدان في أوربا يتم البحث والتعلم من معالم الشعب اليمني في بعض المعاهد ومراكز البحوث والتطوير.. فإذا كان شعب اليمن شعب جاهلاً.. فكيف أمّن بالديمقراطية قبل أي بلد في الوطن العربي.. وإذا كان شعب غجري ومسلح وقبيلي غير متحضر.. كيف ثار وكيف توافق وكيف تحاور.. وإذا كان شعب غير متعلم وغير مؤهل.. قلي ماذا فعلتم أنتم بعلمكم يا مثقفين في مصر.. كنتم ثوار.. ثم تحولتم إلى انقلابين ودلالين ..ثم أصبحتم عبيداً تقادون إلى السجون مثل البهائم.. فاليمن الجديد اليوم احرج العالم.. وأبهر العالم.. وأجبر العالم والمجتمع الدولي أن يحترمه ويقف بجانبه.. فقط ينقص اليمن الإمكانيات والدعم في المرحلة الحالية فقط.. بعدها اليمن سوف ينطلق وسينافس وسيتقدم.. وأنا أذكر الجميع أن أهل اليمن هم من سيعيدون الحضارة والمجد والعزة والتقدم عما قريب لهم وللعرب جميعاً.. انتهى كلام المحلل الفرنسي.. من هذا المنطلق كانت محطتي وعتابي وبكائي وشموخي وعزتي وكبريائي.. أيقنت حينها أن شعبي ووطني ويمني بخير وعافية.. مهما تكالبت عليه مطامع الأعداء.. ومهما خذلته براشيم الأغبياء.. ومهما خانته أقلام الأذكياء.. ومهما كفرت به ملة الحاقدين والمعرقلين والأشقياء.. والله المستعان..
د/فيصل الإدريسي
اليمن الجديد أحرج العالم..!! 1312