1- السيادة الوطنية "قيمة", ولأنها كذلك فهي لا تدخل ضمن أي نقاش عقلاني أو غير عقلاني لإدراك صحتها أو خطلها.. التفكير فيها ينحصر في تفهمها وادراك عمقها وتوصيفها وتمييزها عن بقية القيم بتعيين حيزها, مثلها مثل بقية القيم الأخلاقية الكبرى والتي لها صلة بها بالمناسبة : مثل الحرية , الكرامة .... إلخ.
2- السيادة الوطنية جزء من ادراك المجتمع لذاته ولمكانته ولإمكانيات البناء فيه.
3- الوصاية الدولية هي بصورة عامة ومن قبل تمييز أنواعها وضروبها نقض للسيادة الوطنية .
4- بناء على الأفكار السابقة, لا مجال هنا للتبرير الوصاية الدولية, لأنها نقض لقيمة أخلاقية.
5- وبالرغم من الفكرة 4, فإننا هنا سنعطي فكرة قد يهتم لها كل المقتنعين بالوصاية الدولية كـ "حل": لقد عرف القرن العشرون وصاية الدول العظمى على دول أخرى بعد الحرب العالمية الثانية , ولم يحدث أن عادت الوصاية الدولية بخير على بلد من بلدان العالم الثالث!.. الوصاية في العالم الثالث استنزافية محضة, بعكس الوصاية الدولية على بلدان أوروبا ( وصاية الاتحاد السوفياتي على أوروبا الشرقية , وصاية الولايات المتحدة على ألمانيا الغربية ) فهي هنا كانت تترافق مع عمليات تنموية ضخمة, ولكن وصاية الولايات المتحدة على أمريكا اللاتينية على سبيل المثال كانت تدميرية بامتياز .
6- خذوا هذه الملاحظة السياسية- التاريخية: في العالم الثالث, هناك متلازمة مهمة, وهي متلازمة التحديث والسيادة الوطنية.. لم يحدث في القرن العشرين أن عرفت دولة في العالم الثالث عملية التحديث بدون امتلاكها لسيادتها الوطنية.
مصطفى راجح
عن السيادة الوطنية والوصاية الدولية في العالم الثالث 1477