;
د/فيصل الإدريسي
د/فيصل الإدريسي

رسالة المجانين إلى المعنين..!! 1061

2014-03-05 14:12:56


ربما لم تكن هناك مساحة في ملفات الأهالي والمعنين لشريحة منسية حجب عنها أدنى معاني الحياة والإنسانية البسيطة.. أن يعيش ذلك المريض أو ذاك المجنون بكرامة على بساط أسرته ودولته.. ربما لم تكن المقادير مع أولئك المرضى والمجانين في اليمن مثل قرنائهم في البلدان الأخرى.. لكن في بلادنا ما أكثرهم وما أرحمهم وما أقسى قلوب أهاليهم.. وما أغبى عقول أولئك القائمين والمعنين في الإدارات الصحية والجهات المختصة..
 عندما يتم تجاهل مثل هذه المسؤوليات.. ففي المقابل لا ننكر أن هناك تخاذل وتقاعس وإهمال وشحة الإمكانيات عند بعض الأهالي وعند الجهات المسؤولة.. لكن تبقى هناك معالم ومعاني وأخلاق نابعة من عين الرحمة ومن الإنسانية ومن المتابعة من قبل المجتمعات ومن قبل الإدارات النفسية والصحية أن تقوم بواجباتها.. وعليها أن تقدر إنسانية وأدمية أولئك المرضى والمجانين.. الذين كان لهم بالأمس صولة وجولة وكرامة وحياة ومواقف وتاريخ ونضال وذكريات لدى أسرهم ووطنهم.. فكان من الأحرى أن تقوم عائلاتهم باحترام أدميتهم وإنسانيتهم ورد لهم حتى ولو القليل من الجميل ومن المعروف.. ربما على الأقل من خلال الاهتمام والمتابعة والرعاية.. وبعثهم إلى المصحات النفسية.. أو حجرهم في منازلهم.. فمن المعيب.. ومن العار.. ومن الإجرام.. أن يكون هذا الأب وهذا الأخ وهذا القريب وهذا الحبيب.. مرمياً ومهاناً في الشوارع وعلى جانب الطرقات والمستنقعات.. فأين الإنسانية؟ وأين الرحمة ؟وأين الغيرة؟ وأين واجبات الجهات المسؤولة؟ عندما تكون الكلاب والثعالب والأسود والوحوش والنسور والحيوانات الضارة تقدم لها الرعاية والنثريات وصرف الملايين في الحدائق وفي المنزهات.. 
ألم يكن هذا الإنسان يستحق أن يقدم له ولو القليل من ذلك.. من هذا المنطلق وحتى لا تكون العواقب الربانية وخيمة عندما يتم الإهمال والتقصير والتخاذل مع هذه الشريحة.. كان ينبغي على الجهات المعنية والأسرية أن تتحمل مسؤولياتها الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه هذا الكائن المخلوق المبتلى والمريض ..فكيف يكون شعوركم يا أقارب ..ويا أهالي.. ويا مسؤولين.. عندما يأكل هذا المريض مع الكلاب ومع الحيوانات..؟ ويفترش الأرض مع الأفاعي والحشرات والقاذورات..؟ فعلى الجميع أن يعيدوا النظر ويتجهوا نحو هذه الأنفس التي سوف تسالون عنها يوم القيامة.. وهذه الفئات التي تتواجد وتنتشر في مختلف مناطق الوطن.. ربما في بلادنا فقط.. وللأسف الشديد تحظى هذه الشريحة بتصرفات سيئة وسلوكيات منبوذة وتخلي وتجرد سافر وفاضح من قبل بعض الأهالي تجاه هذا الأدمي الذي كرمة الله وفضله على سائر المخلوقات.. حتى وصل بالكثير من العائلات أن تخلت وتجردت عن أعراضها وعن مسؤولياتها تجاه ذويهم وأقاربهم حتى ولو كانوا آبائهم.. وأمهاتهم.. وإخوانهم.. فأين نحن من أصحاب الديانات الأخرى عندما وصلت بهم الرحمة والإنسانية والحنان والعطف إلى الحيوانات المتوحشة وإلى الكلاب والخنازير والطيور والحشرات.. ونحن لم نستوعب إنسانية أقاربنا وأدمية إخوتنا المرضى والمعاقين والمحتاجين والمجانين.. 
فمن خلال هذه الرسالة أناشد كل من يحمل في قلبة ذرة من إيمان وذرة من إنسانية ووطنية أن يتم تفعيل مثل هذه الرسائل الإنسانية في مختلف المنابر الإعلامية والدينية والتربوية والصحية والمدنية والعسكرية والاجتماعية والخيرية.. من خلال التوجه العام والحث على الرعاية والاهتمام قدر المستطاع وذلك من خلال البرامج والنشاطات الثقافية والمسرحية والفنية.. والذي ربما يهدف إلى التعاون وإيجاد الحلول حتى ولو بالبسيطة لهذه الشريحة التي تم نسف حقوقها وتم التخلي والتجرد عنها.. نأمل من المعنين والخيرين الاهتمام والمتابعة لتوفير المراكز المتخصصة لذلك من قبل الجهات الحكومية أو من فاعلي الخير وحث وتوجيه الأسر والعائلات أن تقوم بواجباتها تجاه ذويهم وأقاربهم.. ربما هذه الرسالة سوف تصل إلى الكثيرين.. لكن نأمل أن تؤخذ بعين الاعتبار والاهتمام والرعاية من قبل الأهالي والمعنين والمسؤولين.. والله المستعان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد