;
مصطفى راجح
مصطفى راجح

قطر أو كوة الضوء في جدار مدن الملح 1330

2014-03-07 16:05:30


مرت العلاقات السعودية القطرية بتوترات أشد، وأحداث أسخن ، واختلافات أحد ؛ فلماذا يتم الآن بالذات سحب سفير السعودية وملحقاتها " الإمارات والبحرين " من قطر ؟؟ 
الجواب على ما يبدو ستفسره تطورات الأحداث العالمية القادمة وليس الأحداث المنقضية. 
ذلك أن عودة الحرب الباردة واحتدام الصراع بين القطب الأمريكي المتغوّل والقطب الروسي البازغ من جديد ؛ لا يحتمل استمرارية الفعالية القطرية الاستثنائية في انحيازها للتجديد والتغيير وكسرها لجمود وثبات وتقليدية وتخلف المواقف السائدة والسياسات المزمنة التي تتمسك بها المملكة السعودية ؛ وتسعى انطلاقا منها لإعادة صياغة مسار الربيع العربي وفق نغمتها القديمة وحلفائها التاريخيين خلف المحيط .. 
***
كل شيء جائز بعد التصعيد السعودي ضد قطر ؛ بما في ذلك ترتيب انقلاب في الدوحة ؛ أو التدخل السعودي المباشر كما حدث في البحرين ؛ مع بقاء " القاعدة الأمريكية " محايدة !! 
لم يعد لدى السعودية وأمريكا متسع لاحتمال الدور القطري في لحظة حرجة تتقلص فيها مساحة المناورة ؛ لحظة استقطاب عالمي تمضي نحو الفرز القطبي المحموم : إما معنا أو ضدنا !! 
حتى الأنظمة الساقطة ستشارك الأنظمة الملكية التقليدية في " غضبتها " على دولة قطر التي تجرأت ومدت يد العون للشعوب العربية التواقة للتغيير
يريدون معاقبة قطر على " مخيالها " الذي حاول تصور مستقبل مختلف للمنطقة العربية بمعزل عن الجمود والموات والتقليد والتكتم والقمع وانعدام المبادرة وتجريم الحرية. 
يريدون إسقاط إمبراطورية الإعلام العربي الحر أيضا ؛ قناة الجزيرة ؛ التي تجرأت على هتك حجب عطنة وكسر حواجز مزمنة ، لم تجرؤ على الاقتراب منها دول وأنظمة وأحلاف دولية .. 
لم يكتفوا باحتلال الفضاء الإعلامي كله عبر مئات القنوات الفضائية .. بل ويضيقون بقناة واحدة حرة ؛ وتدور خارج إطار فلكهم العنكبوتي المظلم !!! 
سيعملون ما بوسعهم لخنق " كويت " التسعينيات وبداية القرن الواحد والعشرين؛ مثلما خنقوا كويت الستينيات والسبعينيات !!
فكلاهما متماثلتان في سعيهما نحو الانفتاح وفتح " كوة ضوء " في جدار التعتيم, والتجهيل والتضليل المحيط بمدن الملح النفطية ، وإقامة الصلات بالشعوب وليس بالحكام !!!
معركة السعودية مع الربيع العربي ؟؟؟ 
رأت المملكة السعودية ثورات الربيع العربي تهديدا حقيقياً لنظامها الملكي التقليدي وسياساته وتوجهاته ونمطه الثابت؛ وكأنه ثورة داخلية في شوارع الرياض.. ولذلك زجّت السعودية بكل قوتها المالية الضخمة ونفوذها وتحالفاتها لكسر موجة التغيير وتلطيخ نموذجها السلمي الحضاري ورمي أوراق الإرهاب والانقسامات الطائفية والمذهبية والاقتتالات الأهلية؛ رميها كلها في مجرى الإرادة الشعبية التي صدحت في الشوارع والساحات العربية بمفتتح شعار الحرية " الشعب يريد " بدلاً من "السلطان الجمهوري يريد" و"الأسرة المالكة تريد"..
والواضح والأكيد الآن أن التوجهات السعودية قد فرضت نفسها كنغمة وحيدة حتى على حليفها الدولي المهيمن على العالم أمريكا؛ التي بدا في بعض الأحيان أنها أكثر مرونة في مواجهة موجة التغيير، تتطلع الى تقديم بعض التنازلات التي تؤدي الى إعادة تأهيل "حلفائها" الديكتاتوريين كأنظمة، حتى لا يؤدي الطريق المسدود الذي تتشبث به المملكة السعودية الى انفراط المسبحة كلها وسقوط المنطقة برمتها في صراع دموي شامل خارج إطار السيطرة. 
وإذا كانت هذه الآلة الضخمة قد فشلت جزئياً في ليبيا فإنها نجحت في سوريا؛ التي دخلت في حالة "البرزخ" التي تطحن الشعب السوري وثورته ونسيجه المجتمعي بين فكي الوحشية؛ النظام الأسدي الطائفي من الأعلى، وداعش وجبهة النصرة وأخواتها من الأسفل؛ لا النظام سقط، ولا الثورة انتصرت. 
وإلا بالله عليكم؛ هل كانت الثورة السورية بحاجة لـ"مجاهدين" أم الى "سلاح"؟؟ 
كانوا بحاجة الى سلاح لمجابهة النظام الذي قرر مواجهتهم بالقتل الشامل؛ فبعثوا لهم بـ" داعش والنصرة وأخواتهما" ليشنوا حربهم ضد سوريا بلداً وشعباً؛ متدثرين بـ"النظام"، الذي وجد فيهم ضالته ومبرر بقائه..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد