الليبرالية مصطلح يمكن تلخيصه في كلمة الحرية المطلقة سياسياً وأخلاقياً واقتصادياً واجتماعيا .........الخ
ومن خلال بعض من تعرفت عليهم في الحوار الوطني من المتأثرين بالليبرالية توصلت إلى أنه يمكن تقسيمهم إلى فئات ثلاث.
(الأولى) _الجادون في تبني مصطلح الليبرالية كما هو في الغرب بعجره وبجره, فهم يؤمنون بالحرية والحقوق والمساواة المطلقة كما هي في المجتمعات الغربية ويسعون إلى تطبيقها في بلادنا ! وهذا الصنف من الناس_ رغم تبنيه لفلسفة تتعارض مع الإسلام _ إلا أنه قليل جداً ولايكاد يُذكّر.
(الثانية)_وهم الذين لا يرون في النموذج الغربي الليبرالي سوى الجانب الأخلاقي المتهتك والمبتذل ولا مانع لديهم من أن يكونوا أدوات للاستبداد والظلم ولاتعنيهم الحقوق الإنسانية المدنية ولا السياسية بقدر ما يعنيهم استدرار الأموال ليعبثوا بالقيم والثوابت المجتمعية.
باختصار هؤلاء ليسوا ليبراليين حقيقيين وإنما هم فئات انتهازية تستثمر الظروف والمناخات الدولية لمصالحها الشخصية ولايهمها المصالح العلياء وهذه الفئة أكثر من سابقتها.
الثالثة هم من التبس عليهم الأمر بسبب المماحكات السياسية مع بعض الجهات الإسلامية, فهم يعارضونهم بإطلاق ويتخندقون ضدهم بكل حال وربما ساهمت بعض الجهات الإسلامية في نموهم بسبب العرض المسيء للإسلام كما هو!! إما بطريقة الغلو أو الانغلاق التام أوالفهم السقيم للإسلام أو سلوك الغلظة والقسوة أو الرهبنة والعزلة أو الصراعات المذهبية والطائفية والعنصرية أو غير ذلك من المعاني التي لا تمت للإسلام بصلة لكنهم ليس لديهم من العلم ما يميزون به بين الغث والسمين فهم لذلك يقعون ضحية للشبهات والتشويش فلهذا يرون الليبرالية مخرجاً للناس وحلا لمشاكلهم وليس لديهم مشروع صريح يتبنى العداء للدين .
وهؤلاء هم أكثر الفئات >
فأما الفئة الأولى فهم بأمس الحاجة إلى معرفة جوهر الإسلام ومافيه من العدل والحقوق والحريات المشروعة يعني يفيد معهم عرض محاسن الإسلام وأنه ما من خير لدى الآخرين إلا وفي الإسلام ما هو خير منه وينبغي تقدير ما يحملونه من قِيم العدل والحقوق المشروعة.
وأما الفئة الثانية فهم بحاجة إلى الوعظ والتذكير باليوم الآخر وقد يتغيرون متى ما انقطعت مصالحهم أو تحسّنت ظروف البلاد الاقتصادية أو انتهت صلاحية بعضهم.
وأما الفئة الثالثة فهم بحاجة إلى دعاة يجيدون عرض الإسلام بضفائه ووضوحه كما هو بعيداً عن الإفراط والتفريط.
والله الموفق.
رئيس اتحاد الرشاد اليمني
د. محمد بن موسى العامري
الليبراليون في اليمن (طرائق قدداً) 1866