ليست المشكلة أن تصدر الجارة الشقيقة قراراً بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية بينما تكمن المشكلة في مدى الجراءة في مواجهة الأمه بكاملها في الوقت الذي تتخذ فيه الإدارة الأمريكية خيار الحوار مع الجماعات وغيرها وكذلك الجماعات المسلحة في مناطق متفرقة من العالم, ومنها على سبيل المثال -حركة طالبان الأفغانية مما يعني أن المرحلة أصبحت مغايرة تماماً لخيارات فرض القوة والإجبار على الترهيب وإن كانت التكلفة باهظة بشرياً كما حدث في مصر.

 ومما لا تعلمه الجارة الشقيقة أن مساعيها في استفزاز أكبر تيار إسلامي حركي معتدل على الأرض يأتي في إطار محاولة التفرد بهيمنة المال على منطقة الشرق الأوسط بينما لم يكن في ذلك ولو حتى صورة واحدة تعريفية بمسعى السعودية للتفرد بخيارات الشعوب وفي سبيل ذلك الانتصار لقضايا الأمة, بدلاً من خذلانها كما يبدوا المشهد اليوم ولذلك فإن القرار السعودي لم يكن ليصدر سوى للإصرار الشعبي في مصر وعدم الرضوخ للظلم والطغيان وهو ما تعتبره المملكة سعي الإخوان للسلطة على رقاب الشعب ولو كان ما حدث بين الكلاب لما رضخ الكلاب لما حصل ولكنها السياسات التي ميّعت الدين والأخلاق حتى جعلت البعض يستسلم وينسى أن يدفع بالتي هي أحسن فكان قرار المملكة مستهدفاً الإخوان بدرجة أولى ولا يبحث عن غيرهم, فغيرهم معروفون لدى العالم بتوجهاتهم وانتماءاتهم المختلفة ويبدوا أن قرار المملكة واضح الملامح مستهدفاً شريحة الإخوان المسلمين وليس غيرهم .

ومن الغريب أن تجد في بلد بحجم السعودية مثل هذه السياسات الرعناء التي تؤسس للتناحر بين الشعوب مع بعضها البعض وكذلك مع الجيوش كما حدث في مصر ويدعي بأنه يحافظ على أمن مصر وسلامة أراضيها وأهلها وهو نفسه ذلك الجيش الذي مرر دبابته لتقتل الآلاف في مجزرة كربلاء مصر -رابعة والنهضة- ولا زال يمارس فصولاً من الطغيان ضد أبناء بلده

بينما لوكان الإخوان إرهابيون حقيقة لما رأيت أمراء الخليج وحكامه يسيرون بكل حرية ولما رأيت سفاراتهم وقنصليات من أصدروا القرار وأيدوا الانقلاب في مصر سليمة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً ولما رأيت وزير خارجة الإمارات بذلك الطول الذي عليه ولو كانوا إرهابيين لكان أقصر من ذلك بكثير.

 والله لوكان الإخوان إرهابيون لما كان قاداتهم من الصف الأول في السجون ولو كانوا إرهابيون لكان انقلب -محمد مرسي على الجيش وأعاد سلطته في غضون ساعات ولو كانوا إرهابيين لكانت سلطتهم أقوى بكثير من سلطة المجلس العسكري ولكنهم قوم أحبوا السلم والسلام لنشر رسالة الإسلام وتأسسوا عليه.

لكن أن أركب الموجة بعد المخالفين فلن تكون الأمور على طبيعتها ونحن نسعى لنكسر شوكة الآخر ونحارب الحريات ونذبح الديموقراطية وبتمويل آخرين لنعمل في أوطاننا ما يريدون, وهنا يقف الحق للشعب في اختيار من يحكمه وتنحية المؤسسة العسكرية عن دوامة الصراع، في أي بلاد ففي مصر تحول الجيش من راعي لشرعية منتخبه إلى متآمر مع شرذمة وقوى خارجية أبت على نفسها إلا الخراب والدمار والسير وراء المخططات الغربية الخارجية التي باتت مكشوفة للعامة ولا يستطيع أن ينكرها أحد.

ولذلك فإن الظروف التاريخية تؤكد أن مملكة العيال إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الإسلامي، بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي المعتدل، ولا تستطيع الممالك إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام المعتدل وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها.

 إن "روستو"  يحدد أن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل، هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا استمراراً للحروب الصليبية. والسلام.