لم تُعد هناك نفوساً مطمئنة على قيد هذه الحياة البائسة، فلا يُعقل أن يكون كل أولئك المنعَمين راضين عن حياتهم كثيراً فشأنهم شأن المعذبين في الأرض بين الفقر والتوجس الذي يصاحب حياتهم المستقبلية، نحن بِتنا نعيش بين الجشع والطمع والرشوة والقسوة ولا نبحث عن التستر بل ولا نرفق بين بعضنا البعض لأن الكثير منّا لا يحب لأخيه كما يحب لنفسه لكنه يسعى لتحقيق أعلى المكاسب بأقصر الطرق دون أن تعنيه النتائج التي تترتب على ذلك فطالما دخلت المصالح من الباب تبقى العواطف بالطاقة بين قسوة الانتظار وجحيم الفساد في جميع المرافق الحكومية وغيرها، فكم سمعنا هناك من الحكايات الغريبة التي كان بطلها المال في العديد من القضايا الاجتماعية, وكأن الرشوة والفساد من شروط حمل الجنسية اليمنية ونحن لا ندري!.
فالجميع منهمكون في الخوف والهلع ومنصرفون عن الحب والرحمة والتسامح فتراجعت قيمة الرضا والقناعة لأن الإيمان قد ضعف، والنفوس في جزع وكربة إلا من رحمه الله ونصره في جهاده على نفسه.
لا شيء يدعو للاطمئنان بين المصالح التي غلبت القانون فأصبحت الرشوة هي السبيل الوحيد لحل القضايا المتعلقة بالمواطن في السراء والضراء وحب المصلحة في زمننا هذا يتحرك فيه القلب من أجل المادّة فقط وما زلت أؤكد لكم خوفي على مستقبلي بل هلعي الشديد من أجل أن أصحو غداً فأجد أحدهم يبيع ( الأكسجين ) أو يفرض عليه ضرائب !! فالزمن هذا ملئ بالغرائب والعجائب!.
خليف بجاش الخليدي
أزمة المصالح 1452