الفارس, البداية من الصفر
(فارس) شباب بسيط ومتواضع, لديه ابتسامة هادئة, عرفته كمصمم إعلانات في إحدى المطابع المشهورة في شارع جمال في محافظتنا المدللة تعز.
العملاء في تلك المطبعة كانوا يتوجهون مباشرة إلى فارس للحصول على خدمة التصميم والطباعة بينما هناك آخرون كثر يمكن أن يقوموا بنفس المهمة, لكن ولأن فارس يملك ذلك الإحساس الراقي في التعامل مع العملاء فقد كان يحظى بحب واحترام الناس له وهذا جعلهم يترددون عليه أكثر فأكثر.
بعد سنوات من عمله في تلك المطبعة قرر هذا الشاب أن يبدأ حياته بشكل عصامي وأن يؤسس لمشروعه الخاص بعد أن أصبح لديه الخبرة الكافية والجيدة في مجال التصميم والطباعة والإعلان.
وهنا كان (الفارس ديزاين) الفكرة التي تحولت إلى واقع بفضل وجود الإرادة والعزيمة والآلية الواضحة والأدوات الكافية للعمل.
ما كان يلفت نظري كثيراً أثناء طبع النسخة الابتدائية من أحد الكتب الخاصة بي أنه الشخص الوحيد الذي يذهب لأداء الصلاة في وقته بينما يؤجل الآخرون صلواته إلى أجل لا أعلمه وكنت كسوايّ من العملاء انتظر حتى يأتي فارس الشاب الهادئ, الخلوق, والأب المكافح الذي يسعى لتربية أبنائه بالحلال الطيب.
لدى هذا الشاب رحابة صدر كبيرة, فهو يستوعب الجميع حتى في اللحظات الذي يزدحم فيها العمل إلى درجة كبيرة, يعطي الجميع من اهتمامه ولا يتوقف عن إنهاء التزاماته بكل ما وأوتي من قوة.
وحين أجد شعاره الخاص على أي كرت أو إعلان أو شهادة أو إشهار مصور أقول في نفسي :( هنيئاً لهذا الشاب), فقد كافح وحاول واجتهد.
(فارس) طبق في حياته قاعدة أخلاقية من قواعد ديننا الحنيف:(وتبسمك في وجه أخيك صدقة) وأيضاً: ( ما وضع اللين في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه).
وما جعلني أورد قصته هنا هدف واحد هو أن يتعلم أبنائي الشباب فائدة الهدوء والتبسم في وجوه الناس واتخاذ اللين وسيلة للوصول إلى قلوب الناس.
المال لا يجذب الناس إليك لكن حسن الخلق يفعل ذلك بكل تأكيد, وفي الحقيقة بالمال قد تشتري كل شيء إلا احترام الناس وحبهم وثقتهم بك.
ألطاف الأهدل
قصص نجاح وتميّز 1308