جالس أكتب بـ "الغُدْرّةْ" ثلاث سنوات أنهكونا وكرهونا لحالنا وطفشونا من أنفسنا؛ قد الواحد يشتي يخرج من جلده، مش إلا من بلاد فيها سميع وباسندوة وعبدربه.. طبقوا علينا خطة استنزاف منهكة ووحشية (كهرباء، ديزل، غاز، أنبوب النفط، الحوثي وعنفه المتنامي من حدود السعودية الى مشارف العاصمة، المحاصصة الحزبية الشللية للوظيفة العامة، الوصاية الدولية، وأم المصائب كلها, تردد الرئيس وحيرته وضعفه في ممارسة مهامه ومسؤولياته، وحكومة يرأسها باسندوه، وجودها مثل عدمها.
خطة استنزاف خبيثة، وشبيهة بالقصة الشعبية ذات المغزى العميق التي تناقلها اليمنيون لتجسيد مافعله بهم نظام صالح..
تقول الحكاية؛ إن علي صالح أراد أن يختبر "حنكة" ابنه ووريثه أحمد، فكان أن جاء بكيسين ممتلئين بالفئران "العكابر"، وأعطاه واحداً، وطلب منه أن يسكب ما بداخله من عكابر ثم يعيدها إلى داخل الكيس ويربطه, فإذا بالولد أحمد يسكبها مباشرة، وتتقافز عليه في كل اتجاه، ولم يتمكن من الإمساك حتى بفئر واحد.. حينها نظر صالح- بحسرة ممزوجة بخيبة الأمل- نحو ابنه أحمد؛ وأمسك بالكيس الثاني، وخاطبه قائلاً: إبسر ياخْضَّعْ كيف يفعلوا "القادة" بشعوبهم؛ وأخذ الكيس ملوحاً به في الهواء؛ يلفه لفة وراء لفة لخمس دقائق؛ بعدها سكب ما بداخله، فإذا بالعكابر مدوخة ومنهكة ومستنزفة ومتراكمة فوق بعض كأنها قطع من اللحم الميت, حينها مد يده بهدوء وأريحية؛ ولقطها واحداً تلو الآخر، وربط الكيس وقذفه في صدر أحمد "المقعي" في وجه أبيه!!
ونحن نشهد أن "مخلفات" صالح، وبقاياه، قد استوعبوا الدرس جيداً، بل وتفوقوا على معلمهم الذي علمهم السحر فإذا كان صالح قد احتاج عشرين عاماً ل- "يخمد" محكوميه؛ فقد فعلها "بضاعته" عبد ربه منصور هادي في سنتين فقط!!!!
مصطفى راجح
مخطط الاستنزاف و(فئران)صالح!! 1409