من المعهود تاريخياً أن العدل أساس الحكم ولذا كانت دعوة الإسلام بإقامة (دولة العدل الإلهي) وليس دولة التشيع الإلهي أو دولة الإسلام الإلهي.
لقد فقدت الولايات المتحدة مصداقيتها لدى الشعوب العربية, بسبب تبنيها للاستراتيجية الصهيونية المعادية لشعوب المنطقة وقيامها بنشر الفوضى الخلاقة فيها، وعرقلة التحرر والوحدة والتنمية والتطور، ولتصبح إسرائيل العظمى المركز والقائد للنظام الإقليمي الجديد.
ويمكن الجزم هنا بفشل الحروب الأمريكية والإسرائيلية لكسر إرادة الشعب والأمة، وفشل واشنطن وتل أبيب في إعادة صياغة عقل وروح وفكر الإنسان العربي والمسلم بالقضاء على الثقافة العربية والإسلامية، وأمركة المنطقة وصهينتها.
ونشير هنا إلى أن العلمانية تتسم بخاصية قلب المفاهيم في صراعها مع الإسلام من أجل تقديم نفسها كبديل حضاري مسبوق بنماذج حضارية منتكصة على مستوى القيم والأخلاق عبر تاريخ البشرية، والتي عادت من جديد في أشكال تدعي الحداثة، وهي تعتبر في العرف العلماني تطوراً موازياً للتطور المادي والتكنولوجي.
إن من يقرأ السياسة الأميركية وقاعدة تحالفاتها خصوصاً في الوطن العربي يصل إلى قناعة أن لا مكان للمبادئ الإنسانية والآدمية والأخلاقية بأي حال من الأحوال لدى من تطلق على نفسها سيدة العالم, بينما هي لا تعرف سوى مصلحتها.
وتقوم السياسة الإمبريالية الأمريكية في العالم، على رعاية المصالح الاقتصادية والعسكرية والثقافية الاستراتيجية للولايات المتحدة كدولة استكبار عالمي، دون غيرها، وتعقد في سبيل ذلك، بعض التحالفات المؤقتة المتحركة غير الدائمة، مع قوى الثورة والتغيير، تبعاً للمصلحة الأمريكية العليا، ثم يتم نبذ هذا التحالف في حالة الابتعاد عن تنفيذ المآرب الأمريكية- بحسب الدكتور/ كمال إبراهيم علاونه, أستاذ العلوم السياسية والإعلام رئيس مجلس إدارة شبكة (إسراج).
إيمان سهيل
كيف فقدت واشنطن مصداقيتها ؟ 1157