"الجنة تحت أقدام الأمهات" هكذا قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ، وعندما جاء أحد الشباب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد ، فرغم أن الجهات ذروة سنام الإسلام ، سأله عليه السلام عن أبويه وأخبره أنهما لا زالا على قيد الحياة وهما طاعنين في العمر ويحتاجان اليه ! فرد الصادق المصدوق على هذا الشاب موجهاً له " ففيهما فجاهد' فديننا الإسلامي أعطى الوالدين أولوية خاصة وربط طاعتهما بطاعة الله ، وركّز بشكل خاص وبالدرجة الأولى على الأم نظراً لضعفها واحتياجها اكثر للرعاية والعطف فعندما سأله احد الصحابة الكرام قائلا: من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال له : امك ! قال ثم من؟ قال : امك ! قال ثم من ؟ قال : امك ! قال : ثم من ؟ قال: أبوك !
يا ترى هل نحن بحاجة لعيد الأم في ٢١ مارس من كل عام لنقدم الهدايا لأمهاتنا في هذا اليوم ونزورهن ؟ أم أننا بحاجة إلى العودة إلى تعاليم الإسلام واستشعار واجباتنا نحو أمهاتنا وآبائنا ، نخدمهم بأنفسنا نتحسس مطالبهم نخضع لهم ونخفض جناح الذل من الرحمة ونلبي كل مطالبهما بحب ورضى ، ولا ننساهما في دعائنا لهما أحياءً وأمواتاً ،،.
إن العالم الغربي الذي جعل عيد الأم في هذا اليوم فقط ، لأنه في مجتمعهم من عجز من الآباء والأمهات مقره الدائم الملاجئ الحكومية ويكاد لا يجد من يزوره من الأقارب طوال العام .. والله لن نفلح إن نسينا آبائنا وأمهاتنا بمجرد الإهمال فقط فما بالك في العقوق.
أدعو كل من له أب وأم أو أحدهما على قيد الحياة أن يراجع حسابه معهما قبل أن يندم حين لا ينفع الندم ! فهما سيكونان سبب سعادته أو شقائه في الدنيا والآخرة ! ولنجعل كل أيامنا عيداً للام كما أمرنا الله ورسوله وفي ذلك الفلاح المبين .
نسأل الله أن يوفقنا لطاعة الأحياء من آبائنا وأمهاتنا، وطاعة الأموات منهم بالدعاء لهم والصدقة عنهم ، وبِرْ من كانوا يودوهم ، ويتجاوز عن سيئاتنا وأخطائنا وما قصرنا به نحوهم .. مهما كانت طاعتنا لهم فإننا مقصرون ولا يسعنا إلا عفوه سبحانه.
محمد مقبل الحميري
عيد الأم هل نحتفي به يوماً واحداً في العام ؟ 1354