;
د. محمد بن موسى العامري
د. محمد بن موسى العامري

و لا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض 1740

2014-03-23 10:55:06


هذ الآية جاءت لتقرير مبدأ التفاوت والخصائص لكل من الزوجين _الذكر والأنثى_ إذ يفيد سبب نزول الآية أن بعضاً من النساء بالفعل قد تمنين أن يكن مثل الرجال في بعض خصائص الميراث ونحوه.

فجاء النص حاسماً وناهياً عن الدخول في مثل هذه الأماني ومؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة التكامل بين الجنسين.

وهذه الحقيقة القرآنية تجعلنا نقف على بعض النظريات التغريبية وبالأخص نظرية النوع الاجتماعي ((الجندر)) إذ تقوم هذه الفلسفة على المساواة المطلقة وإلغاء أية فروق بين الذكر والأنثى في الوظائف والأعمال والخصائص والمميزات بعد عجزهم تماماً عن المساواة المطلقة من الناحية البيولوجية والفسيولوجية .

وتقوم النظرية "الجندرية" على افتراض أن خصائص الفوارق بينهما إنما جاءت نتيجة لموروثات ثقافية ودينية واجتماعية ليس إلا! وأن في وسع الرجال أن يقوموا بأعمال النساء في الأمومة والحضانة ونحو ذلك والعكس فإنه بإمكان المرأة أن تقوم بأدوار الرجل سواء بسواء وبناء على ذلك فان أنصار النوع الاجتماعي ينكرون الفروقات التشريعية التي جاء بها الإسلام بين جنسي الذكر والأنثى كالقوامة ,والطلاق والوصاية والنكاح والميراث والولايات العامة والإرث والدية وغير ذلك مما جاء مقرراً في الإسلام كما أن متطرفي النوع الاجتماعي وبخاصة في المجتمعات الغربية قد تجاوزوا حدود الأدوار الوظيفية إلى جوانب التغيير في الفطرة والتكوينات الأسرية بحيث قرروا إمكانية قيام الأسرة من ذكرين أو أنثيين وهو ما يُطلَق عليهم المِثليون (الشواذ جنساً).

والواقع أن موضوع "الجندر" له بداية ونهاية والسالكون فيه فئات متعددة بعضهم يقف على بدايته دون أن يقبل بعواقبه والبعض يقف في منتصفه وأسوأهم حالاً من ينادي به حتى منتهاه وهم ندرة وبخاصة في مجتمعاتنا الإسلامية .

كما أن المدخل الشيطاني الذي أتي به هؤلاء إضافة إلى البعد الاقتصادي لدى كثير منهم إذ تقوم على تمويله منظمات شتى_ قد ولج إلى عقولهم أو استحوذ عليهم من نوافذ عدة من بينها البعد الإنساني وإحياء جوانب الإشفاق على المرأة _زعموا_ وذلك بالدفع بها الى منافسة الرجال في أعمالهم والتساوي معهم في مختلف مناحي الحياة ولو بطريقة قسرية وتشريعات قانونية وأنشطة سياسية عن طريق ما يعرف بالكوتا النسائية 30% وغيرها في مختلف المجالات الوظيفية وبدافع النظرة الدونية للمجتمع اليمني الذي يعتبرونه قاصراً ومتخلفاً في مجالات حقوق المرأة ومشاركتها ويطلقون عليه مجتمعاً ذكورياً!!

ولا ريب أن اعتبار المرأة قادرة على القيام بأي عمل يقوم به الرجل هكذا بإطلاق يعد في الواقع مكابرة للشرع والعقل والحس والفطرة .

فالتاريخ الرسالي لم يسجل لنا أن الله أرسل امرأة للقيام بأعباء النبوة والرسالة!! وما ذاك إلا أن الرسالة تتطلب أعباء وتكاليف في شؤون عامة الخلق يستحيل عادة أن تقوم بها المرأة لضعفها ولعوارضها المختلفة إضافة إلى أن هذا المسار يعد مشاقة صارخة لجملة كبيرة من الأحكام في الإسلام ناهيك عن كونه مسلكا عناديا لما جاءت به الرسل قاطبة.

كما أن هناك أعمالا شاقة يصعب عقلاً وحساً أن تقوم بها الأنثى ويعد تكليفها بذلك من الظلم الذي هو فوق طاقتها وبالمقابل فإن ميولها العاطفي وحنانها وإشفاقها يؤهلها دون الرجل للقيام بأدوار الأمومة والحضانة وتربية النشء ونحوها .

مع الإقرار بأهمية مشاركتها في ميادين العمل اللائقة بها وفق تعاليم الإسلام وضوابطه.

ومثل هذا التكامل بين الجنسين لا يعد نقصاً لأحدهما وإنما هو ناموس مطرد في الكون وفي سائر المخلوقات وفق ثنائية الزوجين وتبادل الأدوار بينهما وصدق الله القائل (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون).

*رئيس اتحاد الرشاد اليمني.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد