بعض التيارات السلفية، بل قلة قليلة من التيار السلفي.. للأسف والأسى الشديد.. نجدهم يعملون على زرع الشقاق في الأمة.. بمعاداتهم.. وهجومهم المستمر.. ضد إخوانهم من التيارات الإسلامية الأخرى.. التي تناضل.. وتبذل الروح.. والغالي والنفيس.. في سبيل الله.. في نضالها المشرف ضد أنظمة الظلم والعار الفاسدة، بحجة أن الحاكم ولي الأمر، لا يجوز الخروج عليه!..
إن هذه الأنظمة المستبدة.. المغتصبة للحكم في عالمنا العربي.. التي سلمت رقاب الأمة المسلمة.. لأعداء الأمة المسلمة.. أنظمة خذلت المسلمين.. في كل محفل.. ومحنة.. وكارثة.. حلت بالأمة.. ليس آخرها.. ما جرى لإخواننا مسلمي أفريقيا الوسطى.. حرقهم.. تمزيق أجسادهم بسواطير مسيحيي ال(انتي بلاكا) الإرهابيين العنصريين.. المدعومين من فرنسا الدولة العظمى.. لم تتحرك أنظمة وحكام العار والخزي.. لم يفعلوا شيئاً.. لم تهزهم تلك المذابح.. أنظمة العار والظلم التي لم تأبه لحرق المساجد، وإهانة وتمزيق المصاحف!،أنظمتنا الفاسدة التي لم تهزها الصور المخيفة.. البشعة.. للمدنيين المسلمين.. المستضعفين.. الذين تنهش لحوم أجسادهم الطاهرة، العصابات المسيحية المدعومة والموجهة من قوات فرنسا المتواجدة هناك..
إن حكامنا خونة لله.. وللأمة ..وللقيم والأخلاق.. والإنسانية.. وتلك الدولتان(الإمارات-السعودية) المارقتان عن كل أخلاق وقيم المسلمين.. والخارجة عن إرادة شعوب المنطقة العربية.. الإمارات -السعودية.. رأيناهم كيف غضبوا على شقيقتهم قطر بشدة.. وسحبوا سفراءهم.. وهددوا وتوعدوا قطر.. ونعلم أنهم يخططون لها الآن من تحت الطاولة.. بكل دناءة وخسة.. كما فعلوا وتأمروا على مصر.. وجلبوا الويلات والأهوال على شعبها الطيب..ووو...(السعودية الإمارات)لم نرَ غضبتكم تلك على فرنسا الصليبية المجرمة.. صاحبة ومخططة وصانعة كل الويلات والمحن والمذابح بحق مسلمي أفريقيا المستضعفين.. لماذا لم تسحبوا سفراؤكم أيها الحكام العرب من فرنسا احتجاجاً على ما فعلته في المسلمين؟.. لم يفعلوا طبعاً!،حسبنا الله فيهم.. ثم يأتي بعض الإخوة السلفيين ويقولون: إن الثورة على حكام العار والقتل والنهب والدمار الذين دمروا أوطاننا هؤلاء، ونهبوا ثروات الأمة وسلموها لليهود والدول الكبرى، بينما ملايين المسلمين ينهشهم الجوع والمرض والحرمان، حكامنا قتلوا المسلمين، وانظروا: كم قتل بشار من الأبرياء المسالمين، لأجل المحافظة على الكرسي، وتمسكه بالسلطة؟.. كم قتل!.. انظروا علي صالح كم قتل لأجل الكرسي والحكم أيضاً، والقذافي كم قتل، ومبارك كم قتل!.. وباقي الحكام كم يقتلون الآن في السجون والمعتقلات، كم ينتهكون الآن من أعراض!،حكام العار حقاً!.
إنه من المؤلم أن تجد إنسان موحد مؤمن يمتلك بقايا إنسانية، وضمير، مؤلم أن تجد أحداً لا زال يقول أن الثورة ضدهم حرام، وأن استرداد حريتنا وكرامتنا حرام.. وأن إنقاذ البلاد من حاكم فاسد مغتصب للحكم غير أمين، لم يبنِ الوطن، بل خربه ونهبه، وباع سيادة البلد لدول الكفر!.. فيقول البعض: حرام الثورة أو التظاهر ضده!.. هل هذا منطق!.. أنا أسأل هؤلاء الذين يحرمون ويجرمون الثورة على الطغاة والفاسدين: ماهي رؤيتكم أنتم للحل؟.. كيف برأيكم العمل لإصلاح كل هذا الخراب وضياع السيادة والثروة والكرامة والحريات.. الذي يفعله هؤلاء الحكام ..كيف تفعل الشعوب بنظركم.. لإنقاذ الوطن من كل هذا؟.. ليتكم تجيبون!.
لينا صالح
نراهم على خطأ! 1239