ما يزال الصراع محتدماً بين قوى الشر، وقوى الخير في هذه الدنيا..
كان، وسيبقى محتدماً حتى قيام الساعة..!!
وفي بلادنا، ونحن نمر بهذه المرحلة العصيبة من تاريخ اليمن الحديث، نرى مشهدا يحير كل ذي عقل!!
ففي زمن المتغيرات السريعة، والمعلومات المتوفرة، نعجب من ثبات البعض في خندق الشر، أو من تسميهم القيادة بـ " القوى الظلامية " واختياره الجانب السلبي من الحياة!!
والأعجب منه تخاذل أهل الخير، وسرعة انسحابهم من الجانب الإيجابي للحياة، وخوار قواهم، بل وتشتتهم، وحيرتهم في لحظة الحسم!!
والأشد عجبا، هو تباين مواقف الأغلبية الصامتة تجاه كل ذلك..!!
والأنكى من ذلك، الظهور البيّن، والتعتيم الهزلي، على هذه القوى الظلامية، وفي آن واحد!!
لكن رغم كل هذا الخليط المربك يبقى فعل الخير بيّنا، وفعل الشر بيّنا لكل من له بقية فطرة سليمة..!!
من لم يمكنه أن يكون، مقترحا، وصانعا الحل لمشاكل هذا الوطن، فأقل ما يجدر به إصرار على أن يصبح جزءا من هذا الحل، والأولى من ذلك أن يربأ الجميع بنفسه من أن يكون جزءا من مشاكل هذا الوطن..!
هذه القوى الظلامية لا تريد الكف عن إيذاء نفسها، وإفساد عيش من حولها، ثم نراها لا تخجل من إصرارها على تسليط أعداء هذا الوطن عليه.. ولكن في الأخير هي لن تصنع عذابات الوطن، ومواطنيه بمفردها..!!
ألم يئن الأوان لمواطن هذه البلدة الطيبة ليتوقف عن أخذ الموقف السالب مما يحدث هنا وهناك، وبيع البعض منهم للغالي بالرخيص، ومقايضة مصير وطن بمتعة آنية، أو مصلحة ذاتية قصيرة المدى، والقبول بالمشاركة في افتعال أزمات شتى، بعضها صادق، وبعضها مرجف كاذب؛ فالمركب عندما تغرق ستهلك الجميع؛ وثقوا بأن الطوفان لا يتخير الغرقى..؟!
قد آن لنا أن نوقظ ضميرنا الجمعي، ونحيي روحنا الطيبة، طلبا للخيرية، وتفعيلا لدورنا الإنساني في إعمار الأرض، وإضعافا لقوى الإفساد فيها، وطلبا لرفعة هذا الوطن، وثمرة ذلك كله هو العيش الكريم لإنسان هذا البلد، وهو هدف نبيل ينشده الجميع..!
وقبل ذلك هو واجب ديني بالدرجة الأولى، عبر عنه "صلى الله عليه وسلم" بمفاهيم عدة، كالتأكيد على يقظة الضمير الجمعي بقوله " من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"
والتذكير بالمسؤولية على كل فرد في موقعه " كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته "..!
لنفعل ذلك تعبدا لله، و لنفعله لنشعر بذواتنا، ونقدرها أكثر؛ فحقيقة أن تصبح ذا قيمة في الحياة تظهر جلية بمساحة تأثيرك على مجرياتها..!
الرجل الإيجابي، المتسامي بنفسه، المعتز بذاته، المستقل بفكره لن يرضيه العيش على هامش الحياة؛ وأقل شيء يفعله ليصبح محترما أمام نفسه، والآخرين هو تفعيله لدوره في صناعة خيرية الحياة، ولو بأن يصبح قشة في ركب الخير، أو يزيل قشة من أمام هذا الركب الميمون..!
نبيلة الوليدي
الطوفان لا يتخير الغرقى..!! 1500