رغم أن محافظة تعز أكبر محافظة سكاناً، ومدينة تعز ثاني أكبر مدينة سكاناً بعد أمانة العاصمة إلا أنه لا يوجد فيها مجمع حكومي بينما مدينتا عمران والضالع اللتان انشئتا بقرار جمهوري قبل بضع سنوات في كل مدينة منهما مجمع حكومي بحجم القصر الجمهوري وهذا من باب المقارنة مع قناعتنا أن هاتين المحافظتين تستحقان ذلك.
تعز.. من أوائل المدن الرياضية في اليمن ولا يوجد فيها استاد رياضي بعكس معظم المحافظات.
تعز.. لا يوجد فيها صالة مغلقة للاجتماعات والألعاب بعكس معظم المحافظات.
تعز.. لا يوجد فيها مبنى لإدارة أمن المحافظة يليق بحجمها أسوة بأصغر المحافظات، وإدارات أمن المديريات والأقسام, معظمها في دكاكين أو شقق بالإيجار.
مطار تعز, منذ السبعينات لم يتطور ولم تتم إنارة الموجود, وفوق ذلك- رغم حجمه الصغير- فبعد أن كانت الرحالات تعج فيه بالسبعينات أصبح شبه مهجور سوى من بعض الرحلات الداخلية، رغم أن ٧٠٪ من المغتربين ورجال الأعمال من تعز وإب..
ميناء المخا أقدم ميناء في اليمن، كانت فيه حركة في السبعينات وأصبح مهجورا تماماً سوى من بعض المواشي التي تجلب من القرن الأفريقي..
لا توجد شوارع بتعز وفق المواصفات المتعارف عليها ولا يوحد متر واحد في هذه الشوارع ليس فيه حفرة ولا يوجد جسر واحد نفذ بمدينة تعز وما حولها.
مدينة تعز تشكو الظمأ وانعدام المياه منذ عقود وتم التعامل مع حالتها الكارثية بكل برود في حالة نادرة لا يوجد لها مثيل في كل مدن العالم.
مدينة تعز معظم أحيائها بدون مجاري وإذا وجدت المجاري في بعض الأحياء فإنها في معظم أوقاتها تسيل في شوارعها.
الطرق الريفية في تعز لا تمثل أي نسبة مقارنة بالمحافظات الأخرى.
الكهرباء في تعز لازالت متعثرة, حيث بعض ضواحي المدينة لم تصل إليها الكهرباء حتى الآن، وانظر إلى المنطقة القريبة من مصنع السمن والصابون إلى الرمادة وقس على ذلك الأرياف إلا القليل.
منذ السبعينات ولم يبن أي مستشفى حكومي في تعز رغم الكثافة السكانية وانتشار الأمراض والأوبئة.
مدينة تعز لا يوجد فيها كلية مجتمع حتى الآن.
ثانوية تعز الكبرى ساحتها لا تتسع لنصف عدد الطلاب الذين يدرسون فيها، وأشياء أخرى لا يتسع الوقت لسردها، لا أقول ذلك من باب المناطقية، لا والله, فأنا تربيت على حب اليمن كل اليمن، ولا أفرق أبداً وأتمنى أن تعم الخدمات كل مدن وأرياف الوطن أجمع، ولكني ألفت الانتباه إلى هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه تعز، فهل كل ذلك حدثاً عفوياً أم أنه كان عقاباً ممنهجاً لمدينة النعمان ومحمد علي عثمان وعبدالغني مطهر وعبد الرقيب عبدالوهاب، ومحمد صالح فرحان، وعبدالله عبدالوهاب نعمان صاحب الأناشيد الوطنية الخالدة، وغيرهم من أعلام اليمن الذين أعطوا للوطن بدون حدود؟!.
وبعضنا للأسف يمجد إنجازات وهمية ليس لها وجود على أرض الواقع، فهل هذه الجرائم إنجازات من وجهة نظرهم.
لا نريد جلد الذات ولكننا نريد الإفاقة من هذا النوم العميق ولنصح، فقد زال مصدر المرض، وعلينا أن ننفض الغبار المتراكم على عقولنا لننطلق جميعا نحو المصلحة العامة ونؤسس بناءً متيناً لإقليم الجند الذي نأمل أن يكون السباق إلى النمو والتطور وإرساء العدل والمساواة والنهضة العلمية والصناعية والتجارية وفي كل المجالات.
ولا يفهم البعض أن هذا الكلام موجه للسلطة الحالية فهذا الواقع تركة عقود وليس وليد الساعة، ولم نكتبه مناكفة لأي طرف ولكن لنسلط الضوء على واقعنا المر حتى نتحفز بهمم عالية لتغيير هذا الواقع المأساوي.
محمد مقبل الحميري
أبسط مقومات الحياة لا توجد بمدينة تعز فضلاً عن أريافها 1651