التيارات الأصولية الإسلاموية تحدثك عن الدولة وهي دولة داخل الدولة، تنفي الدولة ولا تعترف بالوطنية، فالهوية عندها عقائدها المذهبية, ولكي يصبح الوطن وطناً لابد أن يتشابه مع عقائدها إلى حدّ التطابق وبدون ذلك تكون الدولة عميلة ووجودها يشكل تحدياً وتخافها وتنفيها إن لم تحكمها, لذا تظل تبني نفسها وقوتها وكأنها الدولة الأصل!!..
ترفض بالمطلق تسليم سلاحها, تبني مليشياتها لمواجهة كل ما عداها..
استمعت لخطاب عبد الملك الحوثي, كل خطابه مركز على استمرار امتلاكه للسلاح لأنه "يشتي" دولة عادلة والدولة العادلة لديه هي التي في بنيته العقائدية فلا عدالة بدون ولاية.. تحدث عن مصالحة وطنية وسلاحه يتحرك في الميدان، يبحث عن صفقات تمكنه من الشراكة في الحكم.. لن يسلم سلاحه إلا إذا في دولة تشبه ذهنيته وإذا شارك في الحكم, لن يسلم سلاحه, فالعدو الخارجي يتربص بالحكم والجيش اليمني لا وطني وحدها مليشياته هي حامية الأمة في وجه الأعداء.. الخطاب- بمدلولاته- واضح كالشمس.. ما فيش دولة, خصومه مسيطرون على الجيش وهم متعاونون مع العدو وعملاء ولا مخرج إلا باستمرار سلاحه وبناء , فهو الأجدر في النهاية بحكم الدولة والقادر على إنقاذ اليمن ومحاربة العملاء ومواجهة الأعداء الخارجيين.
الأصوليات الإسلاموية لا يمكنها أن تعيش إلا بحالة حرب أهلية وفي ظل دولة ضعيفة واختراع أعداء من الداخل والخارج تبدو بكافة تشكيلاتها ككتل مافوية إرهابية متمردة, لا يمكنها أن تعيش وتنتعش إلا في الفوضى والصراع السلبي الدائم, فالسلام والاستقرار وازدهار التنمية وانتعاش الحرية ودولة النظام والقانون مخنقها هي بلا برامج نافعة للأفراد والمجموع الوطني تبدو كجماعات مغلقة تحركها العقائد والبروباغند المبررة لأفعالها الفوضوية والمدمرة!!.
نجيب غلاب
دولة الحوثي 1397