ما زالت المجتمعات العربية تعيش الحالة القبلية والطائفية منذ قرون عديدة لذا فإن توافق المواقف السياسية لا تستمر طويلاً لأن التوافق مبنياً فقط على تحدّيات طارئة ..
نستطيع القول أن مرحلة فرض "نظام شرق أوسطي جديد" قد بدأت تتحقق، لذا فإنّ تطوير العلاقات العربية- العربية باتجاهٍ أفضل ممّا هي عليه الآن صيغة الجامعة العربية هو الحلّ الأفضل لكل الدول العربية، بما فيها دول "مجلس التعاون الخليجي".
إن الولايات المتحدة والصهيونية العالمية تعملان لفرض هيمنتهما على الوطن العربي، والقضاء نهائياً على الوحدة العربية، وتصفية قضية فلسطين، والأنظمة العربية الوطنية، ودور العرب في العصر الحديث.
نشير هنا إلى أن قضية الدولة القومية في العراق وجيشها القوي، ومخزون النفط الهائل فيه، أصبحت تمثل جوهر الاستراتيجيتين الأمريكية والإسرائيلية للهيمنة على المنطقة وإقامة نظام الشرق الأوسط الجديد.
إن الساسة الأميركيين يراهنون على وجود تطبيع عربي-إسرائيلي ينتج شرقاً أوسطياً جديداً يقوم على (التكنولوجيا الإسرائيلية والمال الخليجي والعمالة المصرية)!، فهل ذلك فعلاً ما يبتغيه الإنسان العربي من الخليج إلى المحيط من مستقبل حيث يكون العربي وماله كالعبيد في خدمة السيد الإسرائيلي؟!.
يقول الباحث صبحي غندور : في تجربة "السّوق الأوروبيّة المشتركة"، الّتي تزامنت نشأتها مع تأسيس "جامعة الدول العربيّة"، جرى تطبيق مفهوم "العمارة" التي تحتاج أوّلاً إلى أساسٍ متين سليمٍ وصلب، ثمّ في كلّ حقبة زمنيّة، وبعد توفّر ظروف وإمكانات مناسبة، يتمّ بناء الطّابق تلو الطّابق في "عمارة" وصلت الآن إلى صيغة "الاتحاد الأوروبي" بينما يتراجع دور الجامعة العربيّة ويبقى أسير مفهوم "خيمة الحكومات"!.
إيمان سهيل
توافق على تحديات طارئة 1201