كان من بين المقترحات المقدمة لمجلس الحوار فيما يخص تعليم الفتاة أن يتم إنشاء صالة رياضية متكاملة في كل مدرسة حكومية أو خاصة حتى تستطيع غرس الثقافة البدنية كمبدأ ناتج عن احتياج.

فالعادات الغذائية السائدة والمعتمدة على تغليب أنواع معينة من الطعام ذات السعرات الحرارية العالية يلعب دوراً كبيراً في فقدان اللياقة البدنية, وبالتالي انتشار واسع لأمراض العظام حتى بين صغار وصغيرات السن من الفتيات.

وفي المثل الدارج (الرشاقة نصف الجمال) حقيقة ملموسة بالفعل, فالمرأة الرشيقة لا يزلمها الكثير لتبدو في أجمل حلة, بينما يلزم المرأة البدينة أو حتى الممتلئة الكثير من التعديلات والرتوش لتبدو بحالٍ جيدة.

لهذا نتحدث عن ضرورة أن تكون الرياضة مادة أساسية من مجموع المواد التربوية.

فكما تحصل الفتاة على تربية ذهنية وتربية إسلامية وغيرها من المواد العلمية والأدبية يجب أن تحصل على نصيبها الوافي من التربية الرياضية بحيث لا يقتصر الأمر على ممارسة بعض أنواع الرياضة المعتادة ككرة الطائرة أو كرة السلة, بل يجب أن تكون هناك حصص تربية بدنية تعمل على صقل وتجميل الجسم منذ الصغر حتى تصبح مسألة حرق الدهون المستهلكة فيما بعد أمراً سهلاً.

فحين تعتاد الفتاة منذ الصغر على عادات صحية كممارسة التمارين الرياضية مثلاً تصبح مهمة الحفاظ على شكلها الجميل مسألة سهلة, وبالعكس من ذلك فإن اعتيادها على ممارسة عادات صحية سيئة يجعلها عاجزة عن تقبل أي وضع جديد فيما بعد خاصةً فيما يتعلق الأمر بالرشاقة.

لهذا أيضاً نسأل وزارة التربية والتعليم عن مدى جديتها في تحقيق تلك النقلة النوعية التي تتحدث عنها في خططها التنموية القادمة.

فليس من العدل أبداً أن يكون كل ما تقدمه هذه الوزارة الإنسانية تغيير وتعديل المناهج التعليمية إلى الأسوأ, فهناك العقل الذي يجب أن تزيل ما يعلق به من مخلفات سياسية واقتصادية وهناك الجسد الذي يجب أن تصقله سواءً كان طالب العلم في مدارسها فتىً أو فتاة, وباعتمادنا على تلك المقولة الرائدة (العقل السليم في الجسم السليم) فإن الوزارة يجب أن تجتهد في إثبات حسن نيتها نحو النشّأ فمنهم من سيكون غداً صاحب قرار يجلس على مقاعدهم التي هم عليها اليوم, ومن أبنائهم من سيكون طالباً أو طالبة على مقاعد الدراسة في المدارس التي يتعفف البعض منهم حتى من زيارتها أو المرور عليها مرور الكرام.

ما دمنا نتحدث عن غدٍ آخر لا يشبه اليوم فلنتحدث عن جيل آخر لا يشبه هذا الجيل!.