قبل يومين اتصلت بي إحدى القريبات وطلبت مني بأن انتقي لابنها القادم قريبا اسماً يكون(حسب المواصفات) حد قولها, مواكباً للتقدم والعصر, من الأسماء الحديثة النادرة وغير المألوفة في المنطقة.
وعكس ذلك كانت العرب قديماً تسمي أبنائها بأسماء تخيف الأعداء: كالليث والغضنفر وكانت تسمي العبيد بأسماء تبعث على الغبطة والانشراح مثل" مبروك ومبروكة وسعد ومسرور".
ويقولون إن لكل إنسان من اسمه نصيباً, ومما يروى أن رجلاً أقبل على عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) فقال له عمر: ما اسمك؟ قال: شهاب بن حرقة, قال: ممن؟ قال: من أهل حرقة الدار, قال: وأين مسكنك؟ قال: بذات لظى, فقال له عمر: أدرك قومك فقد احترقوا, فكان كما قال! وثمة أحاديث كثيرة عن رسول الله يوصي فيها باختيار الرجل أحسن الأسماء لابنه حتى لا ينبز بالأسماء الشاذة.
وللأسف فإن الكثير من الأسماء الشائعة والحديثة لها معانٍ غير طيبة في اللغة العربية, ومن ذلك اسم التشجيع شاطر, حيث يقول الأديب يوسف زيدان في روايته ظل الأفعى: الناس إذا أرادوا مدح الولد والبنت قالوا: شاطر/ شاطرة, مع أن الشاطر في الأصل هو الذي شطر أهله وانفصل عنهم, وتركهم مراغما أو مخالفا.
ويقول ابن منظور في لسان العرب ما نصه: الشاطر هو الآخذ في نحو غير الاستواء, ولذلك قيل له شاطر لأنه تباعد عن الاستواء, ويقال في القاموس المحيط: الشاطر من أعيا أهله خبئا, ولقد استخدم لفظ الشاطر دوما لوصف قاطع الطريق ومن انطحن ظلما حتى اضطر للسرقة والنهب! ومن الأسماء الأخرى التي بدأت في الانتشار اسم راما وهي آلهة عند الهندوس, و رينا وهي إحاطة القلب بالذنوب من كثرتها, و لمار وهي لفظة تعني أنثى الكلب, و ريماس وتعني ظلمة القبور, صغير الجن, مؤخرة الغزال.
فيا أيها الناس حاذروا من انتقاء الأسماء الحديثة وألجئوا إلى القاموس لمعرفة معناها قبل إلصاقها بالمولود المسكين بدلا من اللهث وراء الحداثة حتى في الأسماء!!.
محمد حفيظ
غلط حداثة الأسماء 1434