منذ شهر يوليو من عام 2013م وبعد حدوث الانقلاب العسكري في مصر بدأت الأصابع الدولية والإقليمية تتحسس لها موظف في تركيا علها تحقق أحلاماً في إسقاط حزب العدالة والتنمية الحاكم, إلا أنها باءت بالفشل ووجهت لها صفعات قوية أولها بصمود أردغان وحنكته السياسية ثانياً بعدم قدرتهم على استعمال الجيش لإحداث انقلاب عسكري لأن الرجل ـ أردغان ـ استطاع تكبيل الجيش وإعادته إلى ثكناته في الدفاع عن الجمهورية بدلاً من إقحام نفسه في السياسة ـ الحديث الأبرز في الأزمة التركية ملف الفساد الذي استخدمته جماعة الداعية الإسلامي "كولن" من أجل إسقاط أردغان حيث كانت معارك سياسية بملفات قضائية وكان الهدف منها التأثير على الانتخابات البلدية التي أقيمت يوم أمس 30 مارس هذه الانتخابات ليست ذاتها مهمة لكنها جاءت في ظرف حساس.
وبعد أزمة كبيرة كادت تقلب الأمور رأساً على عقب 520 مليون أعداد الناخبين الأتراك في اسطنبول وحدها 10 مليون ناخب استطلاعات الرأي توحي برجحات كفة أردغان نسبة 40 ـ 46 إلا أن خلافاته مع الداعية "كولن" ستكون لاشك لها تأثير على النتائج وإن كانت الاستطلاعات توحي بأن القواعد الشعبية التابع لكولن سترشح أردغان نظراً لأنه من غير الممكن أن يذهب رجل إسلامي ويرشح رجل علماني إضافة إلى أن أردغان ناجح بشهادة الجميع المهم في هذا كله أن نجاح أردغان ستكون صفعة في وجوه الانقلابين اللذين فقدوا الأمل بالصناديق وعادوا لممارسة البلطجة كسياسة من أجل شهوة الوصول إلى السلطة, لكن أحلامهم ستتكسر على صخرة صمود الشعوب التي تحمل الوفاء لمبادئها وإسلامها, ومن خدمها "وإن غداً لناظره لقريب".
محمد المياحي
أردغان..يوم حاسم 1468